بحـث
المواضيع الأخيرة
أبريل 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 |
8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 |
15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 |
22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 |
29 | 30 |
مواضيع مماثلة
خان أسعد باشا العظم ...أجمل خانات الشرق
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
خان أسعد باشا العظم ...أجمل خانات الشرق
خان أسعد باشا العظم ...
أجمل خانات الشرق الكتاب اخر الموضوع
هكذا وصفه الشاعر الفرنسي مارتين، وقال إن قبابه تذكر بعظمة وضخامة قبة القديس بولس في روما، وأن شعبا فيه مهندسون لديهم الكفاءة لتصميم مثل هذا الخان وعمال قادرون على تنفيذ مثل هذا البناء لجدير بالحياة والفن والاحترام.
روائع العمارة العربية
خان أسعد باشا هو واحد من روائع العمارة الإسلامية العالمية ومن أعظم خانات الشرق قاطبة التي تم بناؤها في أرجاء السلطنة العثمانية.
يمتاز بسعته وهندسته الدقيقة، وبنائه وفق فنون العمارة العربية الاسلامية مع اهتمام وعناية باختيار العناصر المعمارية الزخرفية ، وأهم ما يلفت النظر في المبنى حجارته المؤلفة من اللونين الأبيض والأسود المستعملة بالتناوب، والتي انتشر استعماله في العهد المملوكي، وكان يطلق عليها اصطلاح (الحجر الأبلق) ، وتتمثل في مداميك الجدران وفقرات العقود والأقواس و في أنحاء الخان المختلفة ، كالواجهة والبوابة الفخمة والجدران الداخلية ، ويحس بدقة النسب والانسجام بتوزع الضوء والظل ، كما يحس بالارتياح لسماع صوت نوافير الماء في البركة التي تتوسط قلب البناء.
تاريخ الخان
بناه والي الشام العثماني أسعد باشا العظم المنحدر من أصول عربية في العهد العثماني إبان خلافة السلطان محمود الأول واستغرق بناؤه عام ونيف من سنة 1166للهجرة الموافق 1751 للميلاد 1167للهجرة الموافق 1753 للميلاد، وقد استخدم الوالي معظم الحجارة الموجودة بدمشق للتفنن في بنائه ليكون أكبر محطة استراحة استراتيجية على طريق الحرير وطريق قوافل الحج في الشام شريف (دمشق)، وسوقاً كبيرة ليتبادل التجار القادمون إلى الشام بضائعهم الثمينة فيه.
الموقع
يقع الخان داخل أسوار مدينة دمشق القديمة في منتصف سوق البزورية على يمين الداخل إلى السوق من جهة سوق مدحت باشا يحده شمالا حمام نور الدين زنكي الملقب بالشهيد ودار القرآن والحديث التنكزية، المدرسة الكاملية، ويحده جنوبا خان الرز يفصل بينهما سوق الصقالين، ويحده شرقا زقاق البزورية وصار لهذا الخان شهرة عظيمة..
ورد ذكره
ما زالت شهرته منتشرة في معظم أنحاء العالم لغاية اليوم، وكان الرحالة وكل من زار دمشق لا بد له من العروج للجامع الأموي الكبير وإلى خان أسعد باشا، لمشاهدة هذه التحفة المعمارية الفذة، وعدم إخفاء إعجابهم بالفن المعماري المتمثل في هيكلية الخان.
ومن أشهر هؤلاء الرحالة. الشاعر الفرنسي (ألفونس دولا مارتين أحد زعماء المدرسة الرومانسية بفرنسا) عند زيارته لدمشق سنة 1833للميلاد، وذكر في كتابه (رحلة إلى الشرق) أن خان أسعد باشا من أجمل خانات الشرق وأن قبابه تذكر بعظمة وضخامة قبة القديس بولس في روما، وكذلك وصفه
بركة الخان ونوه إلى أن غرف التجار كانت في الطابق العلوي من الخان، وأن في جانب الخان من جهة القبلة يوجد إسطبل لخيول القوافل التجارية وكذلك إسطبل آخر للدواب والجمال التي تأنف الخيول المبيت معها في نفس الإسطبل، وأبدى إعجابه الكبير بباب الخان والذي قال عنه: إنه قطعة من العمارة الإسلامية التي لا نظير لها في العالم.
الوصف المعماري
قدر الدكتور عبد القادر الريحاوي مساحة الخان الإجمالية بحوالي 2500 متر مربع، وتحتل واجهته الغربية المطلة على سوق البزورية بطول 47 مترا، وتحتضن هذه الواجهة بوابة الوصف الخان الكبيرة الحجم ومسجد صغير ودكاكين ومخازن تجارية، وتحتل واجهته الجنوبية المطلة على خان الرز وسوق الصقالين بحوالي 52مترا تتوزع فيها المحال التجارية، أما الواجهة الشرقية فهي سور أم يطل على زقاق الحي المجاور، أما واجهته الشمالية فيصل طولها إلى 25مترا، ولكنها محجوبة بالمباني كحمام نور الدين والمدرسة الكاملية التنكزية.
صمم بناء الخان من طابقين اثنين استخدم الطابق الأرضي من الخان ليكون سوقا للتجار يبيعون فيه بضائعهم وكمستودعات ومكاتب لسماسرة البيع، في حين خصص الطابق الثاني للنوم ولراحة الزوار وتجارة القوافل.
يحيط بالبناء باحة مسقوفة بتسع قباب يدخل إليها من الباب الرئيسي عبر دهليز واسع، البوابة فخمة جدا تلفت الأنظار بتصميمها وعناصرها المعمارية والزخرفية، فهي تتألف من إيوان واسع يتقدم الباب، يحتوي في جانبيه على مقعدين من الحجر، معقود أعلاه بالمقرصنات، والدلايات الحجرية، تنتهي في أعلاها بشكل الصدفة على شكل نصف قبة، ومما يروى أن ياقوتة ثمينة كانت موضوعة فوق الباب وإن ثمن الياقوتة هذه كان يكفي لإعادة بناء الخان لو تهدم.
وهذا العقد مكون من ثلاث أقواس متراكبة، القوس الخارجي الكبير مكون من سلسلة من المشربيات، والقوس الأوسط مكون من حجارة مقولبة على شكل كعوب الكتب، أما القوس الثالث الداخلي فيتألف من حجارة مقصقصة، يتناوب فيها اللونان الأبيض والأسود، والعقد محمول على ثلاث سويريات أي أعمدة صغيرة في كل من جانبيه، ومنحوتة بأشكال حلزونية وضفائر، وتمثل هذه الواجهة أجمل وأضخم واجهات المباني الأثرية في دمشق وأغناها بالزخارف والتزيينات، إذ يصل طول الواجهة إلى ما يزيد على أحد عشر مترا وبعرض يبلغ تسعة أمتار ونصف وباب الخان مفتوح ضمن قنطرة تعلوها واجهة مؤلفة من خطوط هندسية تحتوي على نقش حجري كما ورد لدى الدكتور الشهابي ما نصه:
(الله خان للخير يقصد)، (بالسعد واليمين قد تشيد)،
(وسامت النجم في سمو)
(فالزهر عقد له قد تجدد)
(أنشأه صدر شهم كريم)، (خدن المعالي الوزير أسعد)،
(تاريخه قد أتى ببيت)
(باللؤلؤ الرطب قد تنضد)
(بني خان بني بيمن)،(الأوحد الأسعد الممجد)، (سنة 1166)
وعلى طرفي هذه القصيدة التي هي بالأصل
على شكل نصف دائرة بعض العبارات:
يا مفتح الأبواب ،،، افتح لنا خير باب
يوجد لوحة رخامية على يسار الداخل إلى الخان ما نصها:
خان أسعد باشا
بناه والي دمشق أسعد باشا العظيم
سنة1169-1749
- يلي الباب الخارجي لخان أسعد باشا دهليز واسع، طوله عشرة أمتار وعرضه أربعة، مسقوف بعقود متقاطعة تزينها زخارف جصية، ويوجد في كل من جانبي الدهليز غرفة للخانجي (مسؤول الخان) وبجانبه درج من الحجر يؤدي الى الطابق العلوي.
يتوسط الخان فسحة مربعة طول ضلعها حوالي 27مترا وهي مرصوفة مبلطة بالحجر البازلتي الأسود ويتوسطها بركة ماء كثيرة الأضلاع، في وسطها فسقية
كانت تتغذى من مياه نهر القنوات، وهذه الباحة مسقوفة بكاملها بالقباب التسع الموزعة على ثلاثة صفوف، محمولة على أربع وعشرين عقداً، تستند على جدران الخان من ناحية، وعلى عضائد أربع في وسط الباحة.
وهذه القباب متماثلة يبلغ قطر كل منها ثمانية أمتار، وترتفع عن أرض الخان بحدود اثنان وعشرين متراً، وتتألف من أربع أجزاء، و تتكون من قاعدة مربعة: فيها اربعة عقود كبيرة يصل بينها أربع مثلثات كروية ، تحتل الزوايا ، يليها رقبة القبة والمكونة من ستة عشر ضلعاً، في كل ضلع نافذة مستطيلة ، ويلي الرقبة طاسة القبة وهي مبنية بالأجر ومزينة في الداخل بالزخارف الجصية ، وفي قمة الطاسة منور يمد الباحة بالنور ويمنع تسرب مياه المطر، وهو عبارة عن فتحة مضلعة ذات عشرة أضلاع في كل منها نافذة ، مغطى بسقف هرمي هذا هو الوضع الأصيل للقباب ، لكن الزلزال أصاب ثلاث قباب أو أكثر وأزال عنها عناصرها العليا: الرقبة والطاسة والمنور ومرجعا الى الصورة الفوتوغرافية الوثائقية التي التقطت للخان وما جاوره من المساجد والأسواق والمشيدات من جهة الشرق الى جهة الغرب عام 1898 فتبدو قباب خان أسعد باشا العظم في أقصى يمين الصورة في كل قبة رقبة ونوافذ القباب وفي رأس القبة رقبة صغيرة حاملة لست نوافذ لإضاءة الخان وتنتهي بقلنسوة هرمية قريبة من شكل قلنسوات المآذن العثمانية
يحيط بالصحن من كل جهاته مخازن في الطابق الأرضي، مصممة على شكل أجنحة مستقلة يتألف كل منها من غرفة أمامية تستخدم كمكتب، يليها من الداخل غرفة أكبر أو غرفتان للبضائع.
أما الطابق العلوي فيصعد إليه من كلا الدرجين المتقابلين في دهليز المدخل.
وهو يتألف من رواق يحيط بجهات الخان الأربع، مسقوف بأقباء متقاطعة، ويطل على باحة الخان بقناطر حجرية، وهي نفسها قناطر القباب التسع، المطلة على باحة الخان، ويلي الرواق سلسة من الغرف والتي تزيد على الأربعين غرفة ، كل منها مزود بشباك مستطيل يطل على الرواق، ونافذة في جدار السور تمدها بالنور والهواء ليصبح عدد غرف في الخان 84 غرفة يتفرع منه خمسة ممرات ثانوية يؤدي أحدها إلى غرفة كبيرة مزودة بشرفة تطل على سوق البزورية.
تعرض الخان بعض بناءه ببضعة سنين إلى هزة أرضية ضربت دمشق ومعظم مدن بلاد الشام عام 1173 للهجرة الموافق 1759 بالميلاد، مما أدى الى سقوط ثلاث قباب من أصل قبابه التسع بحسب رواية الشيخ أحمد البديري الحلاق ، أو خمس قباب بحسب رواية أخرى للقساطي.
بقي هذا الخان العظيم يؤدي وظيفته كخان رسمي حتى بدايات القرن العشرين عندما انتشرت الفنادق في ساحة المرجة وما جاورها من المشيدات الى أن انتقلت ملكيته إلى تجار سوق البذورية حين بدأ التجار باستخدامه كمستودع للبضائع.
من المباني الأثرية العالمية
استمر هذا الوضع حتى بداية ثمانينات القرن العشرين حين أخلى الخان من المستودعات العشوائية وآل في نهاية المطاف إلى المديرية العامة للآثار للمتاحف بدمشق فقامت على صيانته وترميمه على أحسن وجه.
جرى توثيق الخان بالنص و الصورة عام 2006 ضمن المباني الأثرية العالمية في مدينة دمشق تحت اسم خان اسعد باشا العظم – 127 / 128 – في كتاب العمارة و المجتمع العثماني في مدينة دمشق بالقرنين التاسع عشر و العشرين الميلاديين للباحثين الألمانيين ويبر و ستيفان تحقيق البروفسور الدكتور جودرن كريمر و البروفسور الدكتور دورثي ساسك الموجود و الموثق في جامعة برلين بألمانيا..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
خان أسعد باشا العظم
أجمل خانات الشرق الكتاب اخر الموضوع
هكذا وصفه الشاعر الفرنسي مارتين، وقال إن قبابه تذكر بعظمة وضخامة قبة القديس بولس في روما، وأن شعبا فيه مهندسون لديهم الكفاءة لتصميم مثل هذا الخان وعمال قادرون على تنفيذ مثل هذا البناء لجدير بالحياة والفن والاحترام.
روائع العمارة العربية
خان أسعد باشا هو واحد من روائع العمارة الإسلامية العالمية ومن أعظم خانات الشرق قاطبة التي تم بناؤها في أرجاء السلطنة العثمانية.
يمتاز بسعته وهندسته الدقيقة، وبنائه وفق فنون العمارة العربية الاسلامية مع اهتمام وعناية باختيار العناصر المعمارية الزخرفية ، وأهم ما يلفت النظر في المبنى حجارته المؤلفة من اللونين الأبيض والأسود المستعملة بالتناوب، والتي انتشر استعماله في العهد المملوكي، وكان يطلق عليها اصطلاح (الحجر الأبلق) ، وتتمثل في مداميك الجدران وفقرات العقود والأقواس و في أنحاء الخان المختلفة ، كالواجهة والبوابة الفخمة والجدران الداخلية ، ويحس بدقة النسب والانسجام بتوزع الضوء والظل ، كما يحس بالارتياح لسماع صوت نوافير الماء في البركة التي تتوسط قلب البناء.
تاريخ الخان
بناه والي الشام العثماني أسعد باشا العظم المنحدر من أصول عربية في العهد العثماني إبان خلافة السلطان محمود الأول واستغرق بناؤه عام ونيف من سنة 1166للهجرة الموافق 1751 للميلاد 1167للهجرة الموافق 1753 للميلاد، وقد استخدم الوالي معظم الحجارة الموجودة بدمشق للتفنن في بنائه ليكون أكبر محطة استراحة استراتيجية على طريق الحرير وطريق قوافل الحج في الشام شريف (دمشق)، وسوقاً كبيرة ليتبادل التجار القادمون إلى الشام بضائعهم الثمينة فيه.
الموقع
يقع الخان داخل أسوار مدينة دمشق القديمة في منتصف سوق البزورية على يمين الداخل إلى السوق من جهة سوق مدحت باشا يحده شمالا حمام نور الدين زنكي الملقب بالشهيد ودار القرآن والحديث التنكزية، المدرسة الكاملية، ويحده جنوبا خان الرز يفصل بينهما سوق الصقالين، ويحده شرقا زقاق البزورية وصار لهذا الخان شهرة عظيمة..
ورد ذكره
ما زالت شهرته منتشرة في معظم أنحاء العالم لغاية اليوم، وكان الرحالة وكل من زار دمشق لا بد له من العروج للجامع الأموي الكبير وإلى خان أسعد باشا، لمشاهدة هذه التحفة المعمارية الفذة، وعدم إخفاء إعجابهم بالفن المعماري المتمثل في هيكلية الخان.
ومن أشهر هؤلاء الرحالة. الشاعر الفرنسي (ألفونس دولا مارتين أحد زعماء المدرسة الرومانسية بفرنسا) عند زيارته لدمشق سنة 1833للميلاد، وذكر في كتابه (رحلة إلى الشرق) أن خان أسعد باشا من أجمل خانات الشرق وأن قبابه تذكر بعظمة وضخامة قبة القديس بولس في روما، وكذلك وصفه
بركة الخان ونوه إلى أن غرف التجار كانت في الطابق العلوي من الخان، وأن في جانب الخان من جهة القبلة يوجد إسطبل لخيول القوافل التجارية وكذلك إسطبل آخر للدواب والجمال التي تأنف الخيول المبيت معها في نفس الإسطبل، وأبدى إعجابه الكبير بباب الخان والذي قال عنه: إنه قطعة من العمارة الإسلامية التي لا نظير لها في العالم.
الوصف المعماري
قدر الدكتور عبد القادر الريحاوي مساحة الخان الإجمالية بحوالي 2500 متر مربع، وتحتل واجهته الغربية المطلة على سوق البزورية بطول 47 مترا، وتحتضن هذه الواجهة بوابة الوصف الخان الكبيرة الحجم ومسجد صغير ودكاكين ومخازن تجارية، وتحتل واجهته الجنوبية المطلة على خان الرز وسوق الصقالين بحوالي 52مترا تتوزع فيها المحال التجارية، أما الواجهة الشرقية فهي سور أم يطل على زقاق الحي المجاور، أما واجهته الشمالية فيصل طولها إلى 25مترا، ولكنها محجوبة بالمباني كحمام نور الدين والمدرسة الكاملية التنكزية.
صمم بناء الخان من طابقين اثنين استخدم الطابق الأرضي من الخان ليكون سوقا للتجار يبيعون فيه بضائعهم وكمستودعات ومكاتب لسماسرة البيع، في حين خصص الطابق الثاني للنوم ولراحة الزوار وتجارة القوافل.
يحيط بالبناء باحة مسقوفة بتسع قباب يدخل إليها من الباب الرئيسي عبر دهليز واسع، البوابة فخمة جدا تلفت الأنظار بتصميمها وعناصرها المعمارية والزخرفية، فهي تتألف من إيوان واسع يتقدم الباب، يحتوي في جانبيه على مقعدين من الحجر، معقود أعلاه بالمقرصنات، والدلايات الحجرية، تنتهي في أعلاها بشكل الصدفة على شكل نصف قبة، ومما يروى أن ياقوتة ثمينة كانت موضوعة فوق الباب وإن ثمن الياقوتة هذه كان يكفي لإعادة بناء الخان لو تهدم.
وهذا العقد مكون من ثلاث أقواس متراكبة، القوس الخارجي الكبير مكون من سلسلة من المشربيات، والقوس الأوسط مكون من حجارة مقولبة على شكل كعوب الكتب، أما القوس الثالث الداخلي فيتألف من حجارة مقصقصة، يتناوب فيها اللونان الأبيض والأسود، والعقد محمول على ثلاث سويريات أي أعمدة صغيرة في كل من جانبيه، ومنحوتة بأشكال حلزونية وضفائر، وتمثل هذه الواجهة أجمل وأضخم واجهات المباني الأثرية في دمشق وأغناها بالزخارف والتزيينات، إذ يصل طول الواجهة إلى ما يزيد على أحد عشر مترا وبعرض يبلغ تسعة أمتار ونصف وباب الخان مفتوح ضمن قنطرة تعلوها واجهة مؤلفة من خطوط هندسية تحتوي على نقش حجري كما ورد لدى الدكتور الشهابي ما نصه:
(الله خان للخير يقصد)، (بالسعد واليمين قد تشيد)،
(وسامت النجم في سمو)
(فالزهر عقد له قد تجدد)
(أنشأه صدر شهم كريم)، (خدن المعالي الوزير أسعد)،
(تاريخه قد أتى ببيت)
(باللؤلؤ الرطب قد تنضد)
(بني خان بني بيمن)،(الأوحد الأسعد الممجد)، (سنة 1166)
وعلى طرفي هذه القصيدة التي هي بالأصل
على شكل نصف دائرة بعض العبارات:
يا مفتح الأبواب ،،، افتح لنا خير باب
يوجد لوحة رخامية على يسار الداخل إلى الخان ما نصها:
خان أسعد باشا
بناه والي دمشق أسعد باشا العظيم
سنة1169-1749
- يلي الباب الخارجي لخان أسعد باشا دهليز واسع، طوله عشرة أمتار وعرضه أربعة، مسقوف بعقود متقاطعة تزينها زخارف جصية، ويوجد في كل من جانبي الدهليز غرفة للخانجي (مسؤول الخان) وبجانبه درج من الحجر يؤدي الى الطابق العلوي.
يتوسط الخان فسحة مربعة طول ضلعها حوالي 27مترا وهي مرصوفة مبلطة بالحجر البازلتي الأسود ويتوسطها بركة ماء كثيرة الأضلاع، في وسطها فسقية
كانت تتغذى من مياه نهر القنوات، وهذه الباحة مسقوفة بكاملها بالقباب التسع الموزعة على ثلاثة صفوف، محمولة على أربع وعشرين عقداً، تستند على جدران الخان من ناحية، وعلى عضائد أربع في وسط الباحة.
وهذه القباب متماثلة يبلغ قطر كل منها ثمانية أمتار، وترتفع عن أرض الخان بحدود اثنان وعشرين متراً، وتتألف من أربع أجزاء، و تتكون من قاعدة مربعة: فيها اربعة عقود كبيرة يصل بينها أربع مثلثات كروية ، تحتل الزوايا ، يليها رقبة القبة والمكونة من ستة عشر ضلعاً، في كل ضلع نافذة مستطيلة ، ويلي الرقبة طاسة القبة وهي مبنية بالأجر ومزينة في الداخل بالزخارف الجصية ، وفي قمة الطاسة منور يمد الباحة بالنور ويمنع تسرب مياه المطر، وهو عبارة عن فتحة مضلعة ذات عشرة أضلاع في كل منها نافذة ، مغطى بسقف هرمي هذا هو الوضع الأصيل للقباب ، لكن الزلزال أصاب ثلاث قباب أو أكثر وأزال عنها عناصرها العليا: الرقبة والطاسة والمنور ومرجعا الى الصورة الفوتوغرافية الوثائقية التي التقطت للخان وما جاوره من المساجد والأسواق والمشيدات من جهة الشرق الى جهة الغرب عام 1898 فتبدو قباب خان أسعد باشا العظم في أقصى يمين الصورة في كل قبة رقبة ونوافذ القباب وفي رأس القبة رقبة صغيرة حاملة لست نوافذ لإضاءة الخان وتنتهي بقلنسوة هرمية قريبة من شكل قلنسوات المآذن العثمانية
يحيط بالصحن من كل جهاته مخازن في الطابق الأرضي، مصممة على شكل أجنحة مستقلة يتألف كل منها من غرفة أمامية تستخدم كمكتب، يليها من الداخل غرفة أكبر أو غرفتان للبضائع.
أما الطابق العلوي فيصعد إليه من كلا الدرجين المتقابلين في دهليز المدخل.
وهو يتألف من رواق يحيط بجهات الخان الأربع، مسقوف بأقباء متقاطعة، ويطل على باحة الخان بقناطر حجرية، وهي نفسها قناطر القباب التسع، المطلة على باحة الخان، ويلي الرواق سلسة من الغرف والتي تزيد على الأربعين غرفة ، كل منها مزود بشباك مستطيل يطل على الرواق، ونافذة في جدار السور تمدها بالنور والهواء ليصبح عدد غرف في الخان 84 غرفة يتفرع منه خمسة ممرات ثانوية يؤدي أحدها إلى غرفة كبيرة مزودة بشرفة تطل على سوق البزورية.
تعرض الخان بعض بناءه ببضعة سنين إلى هزة أرضية ضربت دمشق ومعظم مدن بلاد الشام عام 1173 للهجرة الموافق 1759 بالميلاد، مما أدى الى سقوط ثلاث قباب من أصل قبابه التسع بحسب رواية الشيخ أحمد البديري الحلاق ، أو خمس قباب بحسب رواية أخرى للقساطي.
بقي هذا الخان العظيم يؤدي وظيفته كخان رسمي حتى بدايات القرن العشرين عندما انتشرت الفنادق في ساحة المرجة وما جاورها من المشيدات الى أن انتقلت ملكيته إلى تجار سوق البذورية حين بدأ التجار باستخدامه كمستودع للبضائع.
من المباني الأثرية العالمية
استمر هذا الوضع حتى بداية ثمانينات القرن العشرين حين أخلى الخان من المستودعات العشوائية وآل في نهاية المطاف إلى المديرية العامة للآثار للمتاحف بدمشق فقامت على صيانته وترميمه على أحسن وجه.
جرى توثيق الخان بالنص و الصورة عام 2006 ضمن المباني الأثرية العالمية في مدينة دمشق تحت اسم خان اسعد باشا العظم – 127 / 128 – في كتاب العمارة و المجتمع العثماني في مدينة دمشق بالقرنين التاسع عشر و العشرين الميلاديين للباحثين الألمانيين ويبر و ستيفان تحقيق البروفسور الدكتور جودرن كريمر و البروفسور الدكتور دورثي ساسك الموجود و الموثق في جامعة برلين بألمانيا..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
خان أسعد باشا العظم
SAMO- عضو خيالي
- التعارف : جوجل
الجنسيه :
الجنس :
عدد المساهمات : 592
تاريخ التسجيل : 25/04/2017
رد: خان أسعد باشا العظم ...أجمل خانات الشرق
كل الشكر والتقدير
لمجهودك الرائـــع
جزاك الله خير
ونفع بك اسره المنتدي
خالص التقدير
تقبل مروري
رد: خان أسعد باشا العظم ...أجمل خانات الشرق
بارك الله فيك على الكتاب القيم والمميز
وفي انتظار جديدك الأروع والمميز
لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك يا رب
محمود احمد- صاحب الموقع
- التعارف : صديقه
الجنسيه :
الجنس :
عدد المساهمات : 483
تاريخ التسجيل : 03/05/2017
مواضيع مماثلة
» التطور التاريخي لخان أسعد باشا العظم - جامعة دمشق
» رحله الحبشه من الاستانه الي أديس ابابا 1896 صادق باشا المؤيد العظم
» إمارة الحج العراقي في عهدي حسن باشا واحمد باشا (1704- 1747م) تأليف علي كامل حمزة السرحان
» رحله الحبشه من الاستانه الي أديس ابابا 1896 صادق باشا المؤيد العظم
» إمارة الحج العراقي في عهدي حسن باشا واحمد باشا (1704- 1747م) تأليف علي كامل حمزة السرحان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأربعاء أبريل 03, 2024 5:32 pm من طرف Mohamed
» سكان ليبيا القسم الخاص بطرابلس الغرب وفزان تأليف هنريكو دي أغسطيني
السبت مارس 30, 2024 5:00 am من طرف Albide
» تحميل العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية جزئين
السبت مارس 23, 2024 4:47 pm من طرف Abdul Wahab
» سالنامة ولاية طرابلس الغرب المجلة الرسمية لولاية طرابلس الغرب في العهد العثماني8 أجزاء
الجمعة مارس 22, 2024 6:49 am من طرف اشرف
» القاشاني صناعه الخزف احمد المفتي
الإثنين مارس 18, 2024 8:23 pm من طرف Mahmoudomran
» القاهرة التاريخية مشروع ترميم قصر محمد علي بشبرا
السبت مارس 16, 2024 4:57 am من طرف مصطفى الصادق
» اهم كتب التاريخ العباسي
السبت مارس 16, 2024 4:56 am من طرف مصطفى الصادق
» أيقونة قبطية و عقيدة إيمانية الأغنسطس حسام كمال
الأربعاء مارس 13, 2024 10:43 pm من طرف mostafanadn
» شجرة آل عسكر
الأحد مارس 10, 2024 8:01 pm من طرف a2bc11