بحـث
المواضيع الأخيرة
مايو 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | ||
6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 |
13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 |
20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 |
27 | 28 | 29 | 30 | 31 |
مواضيع مماثلة
دعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام فى القرأن..
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
دعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام فى القرأن..
دعوة إبراهيم عليه السلام في القرآن
محمد بن عبدالعزيز الخضيري
كلية المعلمين قسم الدراسات القرآنية
إن الدعوة إلى الله تعالـى طريق الأنبياء -عليهم السلام-
وأتباعهم كما قال تعالى
(قُلْ هَذِهِ سَبيلِي أَدْعُو إلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا
ومَنِ اتَّبَعَنِي وسُبْحَانَ اللَّهِ ومَا أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ)) .
وأتباعهم كما قال تعالى
(قُلْ هَذِهِ سَبيلِي أَدْعُو إلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا
ومَنِ اتَّبَعَنِي وسُبْحَانَ اللَّهِ ومَا أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ)) .
وكان مما اعتنى به الـقـرآن الكريم ذكر قصص دعوات الأنبياء ، وتصويرها بأبلغ أسلوب، وعـرضـهـا بأدق عبارة، حـتـى أصـبـحــت أخبارهم في القرآن نماذج حيّة يحتذيها الدعاة ويقتبسون مـن نـورها ، ويهتدون بهـــداها
((أُوْلَئِكَ الَذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ)) .
وقد اخترنا دراسة موضـوع الدعوة إلى الله
من خلال قصة إمام الحنفاء وأبي الأنبياء إبراهيم
عليه السلام - ولم يكن اختياري لهذه الدعوة جزافاً بل
لأسباب أوجزها فيما يلي :
((أُوْلَئِكَ الَذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ)) .
وقد اخترنا دراسة موضـوع الدعوة إلى الله
من خلال قصة إمام الحنفاء وأبي الأنبياء إبراهيم
عليه السلام - ولم يكن اختياري لهذه الدعوة جزافاً بل
لأسباب أوجزها فيما يلي :
أولاً : أنها دعوة خليل الرحمن، ومؤسس الحنيفية،
وأحد أولي العزم الخمسة من الرسل .
وأحد أولي العزم الخمسة من الرسل .
ياً : أن رسولنا محـمــداً - صلى الله عليه وسلم
- قد أمر باتباع ملته
((ثُمَّ أَوْحَيْنَا إلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إبْرَاهِيمَ
حَنِيفاً ومَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ)) .
- قد أمر باتباع ملته
((ثُمَّ أَوْحَيْنَا إلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إبْرَاهِيمَ
حَنِيفاً ومَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ)) .
ثالثاً :
تلك الصفات العظيمة التي تحلى بها إبراهيم حتى
قال الله تعالى فيه
((..وإبْرَاهِيمَ الَذِي وفَّى))
فكانت نبراساً يقتفى أثره فيها الدعاة إلى الله .
تلك الصفات العظيمة التي تحلى بها إبراهيم حتى
قال الله تعالى فيه
((..وإبْرَاهِيمَ الَذِي وفَّى))
فكانت نبراساً يقتفى أثره فيها الدعاة إلى الله .
رابعاً : استغراق القرآن واستقصاؤه لأساليب إبراهيم المتنوعة في عرض دعوته على قومه ، حتى إنه ليعز على الباحث أن يجد لنبي من الأنبياء خلا نبينا - صلى الله عليه وسلم - مثلما يجد لهذه الأيام من الطرائق والسبل في إقناع المدعوين وترويضهم على قبول الدعوة . ولا غرو فقد سنَّ للناس من بعده من الدعوة أساليب لم تعهد لأحد من قبله ولم تقف عند حد الكلمة بل تخطتها إلى الحركة والفعل .
خامساً : رسمت هذه الدعـــوة للدعاة منهاجاً في الصبر يحق لهم أن يقتدوا به ، فقد صبر إبراهيم -عليه السلام- في أحــــوال مختلفة وظروف متباينة وأعمال متنوعة كالصبر على جفاء الأبوة ، وعدوان العشيرة، وهجران الأرض، والفتنة بالنار، والأمر بذبح الولد، وغير ذلك .
وسنعرض الموضوع من خلال نماذج من صفات إبراهيم -عليه السلام- الدعوية وأساليبه في نشر دعوته .
نماذج من صفات إبراهيم الدعوية :
لن يتسع المقام لحصر تلك الصفات التي اتسم بها إبراهيم -عليه السلام- فلقد وصفه ربه بأنه وفّي جميع مقامات العبد مع ربه ولذلك سنقـتـصـر . على جملة من الصفات ونخص بالذكر منها ما له صلة ظاهرة بدعوته ، وله أثر ظاهر في الاهتداء والاقتداء به .
1- أمة :
قال تعالى :
((إنَّ إبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً..))
وهذه الكلمة تأتي لعدة معان ، منها الجماعة
((كَانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً)) ،
ومنها الزمان والحين
((وادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ))
ومنها : الرجل الجامــــع لخـصـال الخير حتى يقوم مقام أمة من الناس ، وهذا هو المقصود في حق إبراهيم ، وهذه تدلنا عـلـى عظيم ما كان يتصف به إبراهيم من عبادة ودعوة وخلق حري بأن يحتذي به الدعاة في حـيـاتهم وتزكية أنفسهم ، واجتهاد أحدهم في تقويم أخلاقه والنشاط في دعوته ليقوم مقام أمة في ذلك . وقيل أن المقصود بالأمة هنا : أي الإمام ، أي قدوة يقتدى به في الخير ،
وممن قال به ابن جرير الطبري وابن كثير .
((إنَّ إبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً..))
وهذه الكلمة تأتي لعدة معان ، منها الجماعة
((كَانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً)) ،
ومنها الزمان والحين
((وادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ))
ومنها : الرجل الجامــــع لخـصـال الخير حتى يقوم مقام أمة من الناس ، وهذا هو المقصود في حق إبراهيم ، وهذه تدلنا عـلـى عظيم ما كان يتصف به إبراهيم من عبادة ودعوة وخلق حري بأن يحتذي به الدعاة في حـيـاتهم وتزكية أنفسهم ، واجتهاد أحدهم في تقويم أخلاقه والنشاط في دعوته ليقوم مقام أمة في ذلك . وقيل أن المقصود بالأمة هنا : أي الإمام ، أي قدوة يقتدى به في الخير ،
وممن قال به ابن جرير الطبري وابن كثير .
2- قانت :
قال تعالى :
((إنَّ إبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِّلَّهِ حَنِيفاً))،
والقنوت : لزوم الطاعة مع الخضوع، وكـذا يجب أن يكون الداعية ملازماً لطاعة الله على كل حال ، فلا يكون كالمنبت يجتهد حتى تكلّ راحلته ، ثم ينقطع ، بل يلازم ويستقيم .
((إنَّ إبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِّلَّهِ حَنِيفاً))،
والقنوت : لزوم الطاعة مع الخضوع، وكـذا يجب أن يكون الداعية ملازماً لطاعة الله على كل حال ، فلا يكون كالمنبت يجتهد حتى تكلّ راحلته ، ثم ينقطع ، بل يلازم ويستقيم .
3- حنيفاً :
والحَنَف : الميل عن الضلال إلى الاستقامة ،
والحنيفُ : المائل والجنف : ضده . والأحنف : مَنْ في رجله
ميل سمي بذلك تفاؤلاً ، وقيل لمجرد الميل .
والحنيفُ : المائل والجنف : ضده . والأحنف : مَنْ في رجله
ميل سمي بذلك تفاؤلاً ، وقيل لمجرد الميل .
قال ابن كثير: الحـنـيـف :
الـمنحرف قصداً عن الشرك إلى التوحيد .
وقد كان ذلك من إبراهيم حتى عُدَّ إمام الحنفاء الموحدين ،
قال تعالى :
((ولَمْ يَكُ مِنَ المُشْرِكِينَ ))
، وقال:
((ومَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ ))
وهكذا فليكن أولياء الله .
الـمنحرف قصداً عن الشرك إلى التوحيد .
وقد كان ذلك من إبراهيم حتى عُدَّ إمام الحنفاء الموحدين ،
قال تعالى :
((ولَمْ يَكُ مِنَ المُشْرِكِينَ ))
، وقال:
((ومَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ ))
وهكذا فليكن أولياء الله .
4- شاكر:
قال تعالى :
((شَاكِراً لأَنْعُمِهِ))
أي قائماً بشكر نعم الله عليه (وأصل الشكر) ظهور أثر الغذاء في أبدان الحيوان ظهوراً بيناً . يقال : شكرت الدابة : أي سمنت وظهر عليها العلف ، وكذلك حقيقته في العبودية : وهذا ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده : ثناء واعترافاً ، وعلى قلبه : شهوداً ومحبة ، وعلى جوارحه : انقياداً وطاعة . والشكر مبني على خمس قواعد : خضوع الشاكر للمشكور ، وحبه له ، واعترافه بنعمته ، وثناؤه عليه ، وأن لا يستعملها فيما يكره(1) ، وقد كان ذلك من إبراهيم -عليه السلام- .
((شَاكِراً لأَنْعُمِهِ))
أي قائماً بشكر نعم الله عليه (وأصل الشكر) ظهور أثر الغذاء في أبدان الحيوان ظهوراً بيناً . يقال : شكرت الدابة : أي سمنت وظهر عليها العلف ، وكذلك حقيقته في العبودية : وهذا ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده : ثناء واعترافاً ، وعلى قلبه : شهوداً ومحبة ، وعلى جوارحه : انقياداً وطاعة . والشكر مبني على خمس قواعد : خضوع الشاكر للمشكور ، وحبه له ، واعترافه بنعمته ، وثناؤه عليه ، وأن لا يستعملها فيما يكره(1) ، وقد كان ذلك من إبراهيم -عليه السلام- .
5- الحلم :
قال تعالى :
((إنَّ إبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ)) .
((إنَّ إبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ)) .
والحلم : ضبط النفس والطبع عـن الهـيـجـان عـنـد الاستثارة .
والحليم : الكثير الحلم وموقف إبراهيم من مقالة أبيه
((لأَرْجُمَنَّكَ))
ومن الـعـتاة قوم لوط حينما مرت به الملائكة
وأخبرته بما أمرت بها
قال :
((فلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وجَاءَتْهُ البُشْرَى
يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ * إنَّ إبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ))
ولم يكن حلم إبراهيم ذريعة يتذرع للسكوت عن
الـمـنـكـر بـل كــان يعلن الحق وينكر الباطل
((وتَاللَّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ)).
والحليم : الكثير الحلم وموقف إبراهيم من مقالة أبيه
((لأَرْجُمَنَّكَ))
ومن الـعـتاة قوم لوط حينما مرت به الملائكة
وأخبرته بما أمرت بها
قال :
((فلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وجَاءَتْهُ البُشْرَى
يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ * إنَّ إبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ))
ولم يكن حلم إبراهيم ذريعة يتذرع للسكوت عن
الـمـنـكـر بـل كــان يعلن الحق وينكر الباطل
((وتَاللَّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ)).
6- أوّاه:
قال الراغب الأصفهاني :
"الذي يكثر التأوه وهو أن يقول : أوّه وكل كلام يدل على حزن يقال له التأوّه، ويعبر بالأوّاه ، عمن يظهر خشية الله تعالى"(*) ، والذي يتحقق من معنى الأوّاه أنه الخاشع الدعّاء المتضرع، وكثرة تأوّه إبراهيم وتضرعه بين يدي ربه قد ذكرت في آيات كثيرة تدل على تحقيق إبراهيم ((رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وإلَيْكَ أَنَبْنَا وإلَيْكَ المَصِيرُ))وجدير بمن سلك طريق الدعوة أن يجعل تعجيل الإنابة من أبرز سماته ليكسب عون ربه وتسديده ومحبته .
"الذي يكثر التأوه وهو أن يقول : أوّه وكل كلام يدل على حزن يقال له التأوّه، ويعبر بالأوّاه ، عمن يظهر خشية الله تعالى"(*) ، والذي يتحقق من معنى الأوّاه أنه الخاشع الدعّاء المتضرع، وكثرة تأوّه إبراهيم وتضرعه بين يدي ربه قد ذكرت في آيات كثيرة تدل على تحقيق إبراهيم ((رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وإلَيْكَ أَنَبْنَا وإلَيْكَ المَصِيرُ))وجدير بمن سلك طريق الدعوة أن يجعل تعجيل الإنابة من أبرز سماته ليكسب عون ربه وتسديده ومحبته .
7- السخاء :
قال تعالى :
((هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إبْرَاهِيمَ المُكْرَمِينَ * إذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلامًاً قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ * فَرَاغَ إلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ *
فَقَرَّبَهُ إلَيْهِمْ قَالَ أَلا تَأْكُلُونَ))
فذكر أن الضـيـف مكـرمـون لإكرام إبراهيم لهم ، ولم يذكر استئذانهم ليدل على أنه قد عرف بإكرام الضيفان ، مـع أنهم قـوم منكرون لا يعرفهم فقد ذبح لهم عجلاً واستسمنه ، ولم يعلمهم بذلك بل راح: أي ذهب خفية حتى لا يُشعر به، تجاوباً لضيافة ، فدل على أن ذلك كان معداً عندهم مهيئاً للضيفان، وخدمهم بنفسه، فجاء به ومرّ به إليهم ولم يقربهم إليه ، وتلطف مبالغة في الإكرام فقال:
((أَلا تَأْكُلُونَ)) .
قال ابن القيم : "فقد جمعت هذه الآية آداب الضيافة التي هي أشرف الآداب ، وما عداها من التكلفات التي هي تَخَلف وتكلف : إنما هي من أوضاع الناس وعوائدهم ، وكفى بهذه الآداب شرفاً وفخراً فصلى الله على نبينا وعلى إبراهيم وعلى آلهما وعلى سائر النبيين"(2) .
((هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إبْرَاهِيمَ المُكْرَمِينَ * إذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلامًاً قَالَ سَلامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ * فَرَاغَ إلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ *
فَقَرَّبَهُ إلَيْهِمْ قَالَ أَلا تَأْكُلُونَ))
فذكر أن الضـيـف مكـرمـون لإكرام إبراهيم لهم ، ولم يذكر استئذانهم ليدل على أنه قد عرف بإكرام الضيفان ، مـع أنهم قـوم منكرون لا يعرفهم فقد ذبح لهم عجلاً واستسمنه ، ولم يعلمهم بذلك بل راح: أي ذهب خفية حتى لا يُشعر به، تجاوباً لضيافة ، فدل على أن ذلك كان معداً عندهم مهيئاً للضيفان، وخدمهم بنفسه، فجاء به ومرّ به إليهم ولم يقربهم إليه ، وتلطف مبالغة في الإكرام فقال:
((أَلا تَأْكُلُونَ)) .
قال ابن القيم : "فقد جمعت هذه الآية آداب الضيافة التي هي أشرف الآداب ، وما عداها من التكلفات التي هي تَخَلف وتكلف : إنما هي من أوضاع الناس وعوائدهم ، وكفى بهذه الآداب شرفاً وفخراً فصلى الله على نبينا وعلى إبراهيم وعلى آلهما وعلى سائر النبيين"(2) .
8- الصبر :
دعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام فى القرأن..
كان سيدنا إبراهيم مثلاً يحتذى في الصبر حتى استحق
أن يكون من أولي العزم الذين أمر رسولنا
صلى الله عليه وسلم - أن يصبر كصبرهم
((فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا العَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ))
. وكان صبر إبراهيم شاملاً لابتلاءات كثيرة ،
سيأتي بيان جملة منها بإذن الله .
أن يكون من أولي العزم الذين أمر رسولنا
صلى الله عليه وسلم - أن يصبر كصبرهم
((فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا العَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ))
. وكان صبر إبراهيم شاملاً لابتلاءات كثيرة ،
سيأتي بيان جملة منها بإذن الله .
9- رعايته لأهله :
لم يكن إبراهيم ممن يلتفت إلى الـنــاس
بدعوته ويترك أهله ، بل بدأ بهم وخصهم
بمزيد الرعاية والعناية وقد قال الله لمحمد -
صلى الله عليه وسلم -
((وأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ))
وكذلك كان إبراهيم ، فدعا أباه
((يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ ولا يُبْصِرُ)) ،
ووصى أبناءه بالتمسك بالدين
((ووَصَّى بِهَا إبْرَاهِيمُ بَنِيهِ ويَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إنَّ
اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إلاَّ وأَنتُم مُّسْلِمُونَ..)) ،
وكان يدعو
((واجْنُبْـنِي وبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ))
ويتضرع بقوله :
((رَبَّنَا إنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بـِـوَادٍ غَـيـْـرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ المُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إلَيْهِمْ وارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ)) .
بدعوته ويترك أهله ، بل بدأ بهم وخصهم
بمزيد الرعاية والعناية وقد قال الله لمحمد -
صلى الله عليه وسلم -
((وأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ))
وكذلك كان إبراهيم ، فدعا أباه
((يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ ولا يُبْصِرُ)) ،
ووصى أبناءه بالتمسك بالدين
((ووَصَّى بِهَا إبْرَاهِيمُ بَنِيهِ ويَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إنَّ
اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إلاَّ وأَنتُم مُّسْلِمُونَ..)) ،
وكان يدعو
((واجْنُبْـنِي وبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ))
ويتضرع بقوله :
((رَبَّنَا إنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بـِـوَادٍ غَـيـْـرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ المُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إلَيْهِمْ وارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ)) .
10- شجاعته :
واجه إبراهيم قومه ولم يخش كيدهم وقال مقسماً :
((وتَاللَّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ)) ،
وقوله لهم :
((أُفٍّ لَّكُمْ ولِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ..)) .
((وتَاللَّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُم بَعْدَ أَن تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ)) ،
وقوله لهم :
((أُفٍّ لَّكُمْ ولِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ..)) .
وكان ذلك لعلم إبراهيم بأن معه القوة التي
لا تـهــزم، وأن مــا أصابه لم يكن يخطئه
وما أخطأه لم يكن ليصيبه فرسم
للدعاة منهجاً في الشجاعة المنضبطة بضوابط الشرع بلا تهور
يحتذونه في مواجهة الباطل من إقرار الحق .
لا تـهــزم، وأن مــا أصابه لم يكن يخطئه
وما أخطأه لم يكن ليصيبه فرسم
للدعاة منهجاً في الشجاعة المنضبطة بضوابط الشرع بلا تهور
يحتذونه في مواجهة الباطل من إقرار الحق .
11- تحقيقه الكامل لعقيدة الولاء والبراء :
قال تعالى عن
((فَمَن تَبِعَنِي فَإنَّهُ مِنِّي))
، وقال :
((وإذْ قَالَ إبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وقَوْمِهِ إنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ *
إلاَّ الَذِي فَطَرَنِي فَإنَّهُ سَيَهْدِينِ))
فكل عدو لله وإن قربه النسب تجب البراءة منه،
وكـل ولـي لله وإن باعدت به الأوطان
والأزمان تجب موالاته ومحبته
وقد أمرنا أن نتأسى بإبـراهـيـم فـي ذلـك :
((قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إبْرَاهِيمَ والَّذِينَ مَعَهُ إذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إنَّا بُرَآءُ مِـنـكُمْ ومـِـمَّــا تَـعْـبُـدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وبَدَا بَيْنَنَا وبَيْنَكُمُ العَدَاوَةُ والْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وحْدَهُ..)) .
((فَمَن تَبِعَنِي فَإنَّهُ مِنِّي))
، وقال :
((وإذْ قَالَ إبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وقَوْمِهِ إنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ *
إلاَّ الَذِي فَطَرَنِي فَإنَّهُ سَيَهْدِينِ))
فكل عدو لله وإن قربه النسب تجب البراءة منه،
وكـل ولـي لله وإن باعدت به الأوطان
والأزمان تجب موالاته ومحبته
وقد أمرنا أن نتأسى بإبـراهـيـم فـي ذلـك :
((قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إبْرَاهِيمَ والَّذِينَ مَعَهُ إذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إنَّا بُرَآءُ مِـنـكُمْ ومـِـمَّــا تَـعْـبُـدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وبَدَا بَيْنَنَا وبَيْنَكُمُ العَدَاوَةُ والْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وحْدَهُ..)) .
12- سلامة القلب :
قال تعالى :
((وإنَّ مِن شِـيـعَـتِهِ لإبْرَاهِيمَ * إذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ))
وسلامة القلب نوعان: كـلاهـما داخل في مضمون الآية، أحدهما: فـي حــق الله وهــو سـلامــة قلبه من الشرك، وإخلاصــه العبودية لله ، وصدق التوكل عليه . والثاني : في حق المخلوقـيـن بالنصح لهم وإيصال الخير إليهم ، وسلامة القلب من الحقد
والحسد وسوء الظن والكبر وغير ذلك .
((وإنَّ مِن شِـيـعَـتِهِ لإبْرَاهِيمَ * إذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ))
وسلامة القلب نوعان: كـلاهـما داخل في مضمون الآية، أحدهما: فـي حــق الله وهــو سـلامــة قلبه من الشرك، وإخلاصــه العبودية لله ، وصدق التوكل عليه . والثاني : في حق المخلوقـيـن بالنصح لهم وإيصال الخير إليهم ، وسلامة القلب من الحقد
والحسد وسوء الظن والكبر وغير ذلك .
وبعد فـهــذه جملة مختصرة من الصفات الدعوية لإبراهيم عليه السلام سائلاً الله تعالى أن يوفقنا لاتباع ملته والسير على منهجه وبالله التوفيق
Dr. Radia Mohammed- الاداره موسس المنتدي
- التعارف : صديقه
الجنسيه :
الجنس :
عدد المساهمات : 868
تاريخ التسجيل : 23/09/2016
رد: دعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام فى القرأن..
الله يجزاك كل خير على مجهودك
ويجعل الأجر الاوفر بميزان حسناتك
شكرآ جزيلا على الموضوع الرائع و المميز
واصلي تالقك معنا في المنتدى
بارك الله فيك اختي
ننتظر منك الكثير من خلال ابداعاتك المميزة
لك منـــــــ اجمل تحية ــــ..ــــي
بنت مصر- عضو سوبر
- التعارف : صديقه
الجنسيه :
الجنس :
عدد المساهمات : 250
تاريخ التسجيل : 10/07/2017
رد: دعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام فى القرأن..
شكرآ جزيلا على الموضوع الرائع و المميز
واصل تالقك معنا في المنتدى
بارك الله فيك اخي الكريم
ننتظر منك الكثير من خلال ابداعاتك المميزة
لك منـــــــي اجمل تحية
وسلام ورحمه من الله
dr.nadiayaseen- مشرفه
- التعارف : مصادفه طيبه لوجه الله
الجنسيه :
الجنس :
عدد المساهمات : 168
تاريخ التسجيل : 15/01/2020
مواضيع مماثلة
» سيدنا ابراهيم عليه السلام وسيدنا لوط عليه السلام د هارون يحيي
» سيدنا سليمان عليه السلام
» سيدنا هارون عليه السلام
» سيدنا سليمان عليه السلام
» سيدنا هارون عليه السلام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الثلاثاء مايو 14, 2024 6:34 pm من طرف majdeline elters
» شمــس المعـــارف 4 أجزاء للتحميل احمد بن علي البوني
السبت مايو 11, 2024 4:17 pm من طرف Sami77
» سحر هاروت وماروت للطوخى-كامل
الجمعة مايو 03, 2024 11:21 pm من طرف Fir_man
» الآثار المصرية فى العصر المتاخر الآثار الجنائزية حسن نصر الدين1
الثلاثاء أبريل 30, 2024 7:27 pm من طرف روان جمال
» الفنون الاسلامية د سعاد ماهر محمد
الأربعاء أبريل 03, 2024 5:32 pm من طرف Mohamed
» سكان ليبيا القسم الخاص بطرابلس الغرب وفزان تأليف هنريكو دي أغسطيني
السبت مارس 30, 2024 5:00 am من طرف Albide
» تحميل العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية جزئين
السبت مارس 23, 2024 4:47 pm من طرف Abdul Wahab
» سالنامة ولاية طرابلس الغرب المجلة الرسمية لولاية طرابلس الغرب في العهد العثماني8 أجزاء
الجمعة مارس 22, 2024 6:49 am من طرف اشرف
» القاشاني صناعه الخزف احمد المفتي
الإثنين مارس 18, 2024 8:23 pm من طرف Mahmoudomran