تطور القباب في العمارة الإسلامية فـــي مصر

من طرف **Admin** الثلاثاء أكتوبر 18, 2016 9:34 am

تطور القباب في العمارة الإسلامية

فـــي مصر

القباب في العصر الأيوبي:

يتميز العصر الأيوبي من عام 567هـ إلى 648هـ (أي 1171م-1250م) بالعمارة الإسلامية التي أنشأها السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي مع انشاء المدارس الإسلامية كما يتميز هذا العصر بالتطورات الأولى لانتقال القبة بواسطة الدلايات والتي تدعى المقرنصات وبداية العمارة الحربية الإسلامية.
وأشهر القباب في العصر الأيوبي قبة المظفر أو الظفر وقبة الإمام الشافعي رضي الله عنه وقبة الصالح نجم الدين أيوب وقباب الخلفاء العباسيين بما في ذلك قبة الأميرة شجر الدر.
* قبة برج الظفر:

يقع برج الظفر في الزاوية الشرقية البحرية لباب النصر ويمتد منه سور غربا إلى باب النصر وجنوبا إلى باب الوزير ويعلو هذا البرج قبة من الحجر وتخطيطها مثمن الشكل من الداخل وبأركانه من أعلاه مقرنص من حطة واحدة والمقرنصات تحمل القبة المستديرة المبنية من الحجر.
ويعتبر برج الظفر من اهم أجزاء سور القاهرة الثالث الذي أقامه صلاح الدين الأيوبي ويعتبر هذا السور في هذه المنطقة امتدادا لسور القاهرة الفاطمي الذي أنشأه أمير الجيوش الوزير بدر الجمالي.
* قبة الإمام الشافعي:

أنشأها الملك الكامل عام 608هـ1211-م وتعتبر من أجمل القباب في مصر الإسلامية وتنتهي القاعدة المربعة من الخارج من أعلاها على ارتفاع 10,62 امتار بشرفة ارتفاعها 1,80 مترا بها شرافات مسننة جميلة وبأسفلها محاريب محارية ذات عقود مثلثة محلاة بزخارف جصية وفوق هذه القاعدة المربعة توجد القبة الخشبية بعد أن تبعد قليلا عن الشرفة من الداخل وهذه القبة مكسوة بصفائح من الرصاص وارتفاعها 16,78 مترا من سطح الأرض.
أما داخل القبة فقد كسيت جدرانها بالرخام ومقرنص القبة مكون من ثلاث حطات مجصصة مزخرفة، وهو بدء تعدد طاقات المقرنص التي كانت في الأصل مكونة من حطتين في نهاية العصر الفاطمي والحطة السفلية مكونة من خمسة مقرنصات تعلوها سبعة في المنطقة الوسطى ثم ثلاثة في المنطقة العلوية.
* القبة في عهد قايتباي:

وقد جدد هذه القبة السلطان قايتباي في عام 885هـ 1480-م، وذلك مثبت في الكتابة التاريخية الموجودة بلوح الرخام في وسط الجانب الغربي وبقية القمة من الخارج يوجد قارب برونزي يعرف بالعشاري ويقول عنه «لين بول» إنه كان يوضع فيه حبوب كل شهر للطيور.
والعشاري مركب صغير مثبت في هلال القبة وتتدلى منه سلسلة حديدية وكان يستعمله الملك وكبار رجال الدولة ويقال إن هذه السلسة قد اعدت ليتسلقها الإنسان لوضع الماء والحبوب للطيور وقد وجدت العشاريات قبل ذلك تعلو هلال منارة الجامع الطولوني
كما جاء في كتاب الجبرتي المؤرخ،
وبقيت بها إلى أن سقطت عام 1105هـ - 1693م، وفي مدينة رشيد أيضا توجد عدة مراكب فوق مناراتها كما يوجد مركب صغير فوق القبة القبلية في خانقاه السلطان فرج بن برقوق بالصحراء!
* قبة الصالح نجم الدين أيوب:

وتقع هذه القبة ملاصقة للإيوان الغربي للمدرسة الصالحية وقد أمرت بإنشائها ملكة مصر آنذاك شجر الدر ونقلت إليها
من تحت جثة الملك الصالح نجم الدين الأيوبي.
وتمتاز القبة من الداخل والخارج بالبساطة وأهميتها ترجع إلى تطور المقرنصات وفيها زيادة حطاته وتغييرها تغييرا كليا عن
القباب الفاطمية كما شاهدناها في العمارات الفاطمية.
* قباب الخلفاء العباسيين:

تقع إحدى هذه القباب خلف المشهد النفيسي وتضم تحتها رفاة أفراد الخلفاء العباسيين الذين توفوا في مصر في القرنين السابع والثامن الهجري، وكذلك أولاد السلطان الظاهر بيبرس البندقداري وأهميتها ترجع إلى ما حوته من زخارف جصية بديعة
ومن زخارف خطية على الجص والخشب.
ومقرنص هذه القبة يتفق مع مقرنص فيه شجر الدر المبنية في العصر الأيوبي أيضا، وتشبهها أيضا في أشكال العقود المحارية الجصية الموجودة بقاعدة القبة من الخارج.
* قبة الملكة شجر الدر:

تقع هذه القبة بشارع الخليفة تجاه مشهد السيدة رقية وقد أمرت بإنشائها الملكة المدفونة بها وطرازها يشبه قباب الخلفاء العباسيين وقد حكمت هذه الملكة فترة من الزمن واعتلت العرش بعد انتقال زوجها إلى الرفيق الأعلى وقد اتسم عهدها بالهدوء والتباطؤ ورغم أنها ظلت تحكم رغم المؤامرات المملوكية والطمع في السيطرة على مقاليد الحكم في مصر. وظلت كذلك إلى أن انتقلت إلى العالم الآخر بوفاتها.
وقد خلف عصرها قدوم المماليك البحرية الذي بدئ بتخطيط المساجد وبدئ العصر من المماليك البحرية من عام 1250م إلى 1382م، ونحاول فيما يلي التحدث عن عصر الدولة المملوكية البحرية.