بحـث
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
مواضيع مماثلة
مسجد وتكية محمد بك أبو الدهب بالقاهرة
4 مشترك
Dr.Eman Elabed :: القسم الاداري العام وطلبات الكتب :: الاطلس شامل عماره فنون تاريخ :: المساجد وعمارتها
صفحة 1 من اصل 1
مسجد وتكية محمد بك أبو الدهب بالقاهرة
مسجد وتكية محمد بك أبو الدهب بالقاهرة
مسجد وتكية محمد بك أبو الدهب بالقاهرة . مصر 1187هجرية . وأتمه سنة 1188 هجرية ) يقع مسجد محمد بك ابو الدهب على بعد خطوات من الجامع الازهر فى ميدان الحسين بجوار جامع الازهر , ويعتبر مسجد “محمد بك ابوالذهب” رابع مسجد فى مصر وضع تصميمه على طراز المساجد العثمانية فى اسطنبول , فأولها مسجد سليمان باشا بالقلعة وثانيها مسجد سنان باشا ببولاق وثالثها مسجد الملكة صفية بالداودية. ألحق بالمسجد تكية لمتصوفى الاتراك وسبيل للسقاية وحوض لشرب الدواب وبالمسجد ثمانية نوافذ نحاسية ومنبر خشبى مزخرف بالصدف ,وخارج المقصورة انشأ ابو الدهب لنفسه قبرا يدفن به “”ويلاحظ ان المسجد كانت تغلب عليه الزخارف المذهبه مما جعل صاحبه يستحق عن جداره ان يلقب بـ” ابى الذهب “. يعد مسجد ابو الذهب من المساجد المعلقة أى التى بنيت مرتفعة عن مستوى الطريق وفتح بأسفل واجهاتها دكاكين للمسجد واجهتان إحداهما تشرف على ميدان الأزهر ويتوسطها المدخل الرئيس ويصعد إليه بسلم مزدوج والثانية تقابل الجامع الأزهر وبنهايتها مدخل آخر يشبه المدخل الرئيس. وقد بنى هذا المسجد على نسق مسجد سنان باشا ببولاق من حيث التخطيط والطراز فيما عدا فروقا بسيطة. وتصميم جامع محمد بك ابو الذهب فيه جمال لا تخطوه العين ,فاما المأذنه فهى مصرية الطراز رغم ان تصميم الجامع عثمانى الطراز , وهى مأذنه كبيرة الحجم مبنية بالحجر مكونة من ثلاثة طوابق , تنتهي بخمسة رؤؤس وهي شديدة الشبه بمئذنة جامع قنصوة الغوري. وكان الشروع فى إنشائه سنة ( 1187هـ ـ 1773م ) والفراغ منه سنة ( 1188هـ ـ1774م ) وقد أنشئ ليكون مدرسة تعاون الأزهر فى رسالته العلمية وأختار للتدريس فيه أجلة العلماء أمثال الشيخ “” على الصعيدى , الشيخ أحمد الدردير , الشيخ محمد الأمير , الشيخ الكفراوى وغيرهم الكثيرون”" ؛ وخصص وقتا ومكانا بالمسجد للأفتاء , فقرر الشيخ أحمد الدردير مفتيا للمالكية , الشيخ عبد الرحمن العريشى مفتيا للحنفية , الشيخ حسن الكفراوى مفتيا للشافعية. المكتبة الملحقة بالمسجد ألحق بالمسجد مكتبة تضم نحو 650 كتابا فى شتى الفنون أهتم بتكوينها وأشترى لها مكتبة العلامة الشيخ أحمد بن محمد آبن شاهين الراشدى الذى كان خطيبا للمسجد , وبلغ من أهتمامه بها أن سعى لتزويدها بالمؤلفات القيمة :
1- مثل شراؤه من السيد مرتضى الزبيدى
شرحه للقاموس بملغ مائة ألف درهم فضة
2- وكان من بينها كتاب المنتظم فى أخبار الأمم لابن الجوزى , وروضة الأخبار , وفى علم التاريخ وتحفه الأمراء فى تاريخ الوزراء للصابى وأكثرها كتب نادرة بلغ عددها فى القرن الثالث عشر 1292مجلد 3- وعدد من المصاحف المذهبة القيمة ولقد احتفل بأفتتاحه بصلاة الجمعة فى شهر شعبان سنة ( 1188هـ ـ 1774م ) وألحق بالمسجد تكية لمتصوفى الأتراك , وسبيلا وحوضا لشرب الدواب , وهذه الملحقات تشغل الوجهة القبلية , وقد جددت وزارة الأوقاف التكية وخصصتها لاقامة طلبة العلم من الأتراك . وقد أقيم المسجد على قسم كبير من أرض خان الزراكشة , الذى آشتراه أبو الذهب وترك مدخله الملاصق للوجهة البحرية عند نهايتها الغربية , ثم أنشأ المسجد على باقى مساحته وأسفل وجهتيه الشرقية و البحرية حوانيت ، وكان أمام الباب البحرى سلم مزدوج من الرخام الملون ؛ وأمام الباب الشرقى سلم مستدير , وكلاهما استبدل به غيره , وهما يؤديان إلى طرقة مكشوفة تحيط بالمسجد من جهات الثلاث
الوصف المعمارى للمسجد :
يتبع المسجد فى تخطيطه العام نمط المساجد العثمانية التى تعتمد على القبة المركزية كمركزا للتخطيط اذ يتكون المسجد من قبة مركزية ضخمة تغطى بيت الصلاة ويحيط بها من الخارج رواق يحيط بالقبة من ثلاث جهات وهو ما يذكرنا بالمساجد العثمانية مثل مسجد لارا جلبى بادرنة والجامع الخزفى باسكدار باستانبول - له واجهتان إحداهما تشرف على ميدان الأزهر ويتوسطها المدخل الرئيس ويصعد إليه بسلم مزدوج له درابزين من الخرط، والثانية تقابل الجامع الأزهر وبنهايتها مدخل آخر يشبه المدخل الرئيسى. وقد بنى هذا المسجد على نسق مسجد سنان باشا ببولاق من حيث التخطيط والطراز فيما عدا فروقا بسيطة، . - وهو مربع الشكل طول ضلعه 15 مترا , وفى نهاية الرواق
البحرى على يسار الداخل من
الباب الرئيسى مقصورة من النحاس المصنوع بتصميم
جميل بها قبر ” محمد بك ابو الدهب ” وجدرانه مكسوة بالقاشانى المزخرف، ويجاور هذه المقصورة مقصورة أخرى بها خزانة الكتب. وبالركن القبلى الغربى تقوم منارة شاهقة بنيت مربعة، لها دورتان وتنتهى من أعلى بخمسة رءوس على شكل زلع،
واجهات المسجد :
1- الواجهة الشمالية الشرقية : وهى الواجهة الرئيسية ، وتطل على شارع الازهر وفى وسطها المدخل الرئيسى وهو مرتفع يصعد إليه بعدة درجات حجرية مزدوجة تنتهى إلى بسطه مستطيلة تتقدمه حجرغائرا يغطيه عقد مدائنى اسفل طاقيته لوحة حجرية ذات كتابات من اربع اسطر ، ويكتنف هذا الحجر من اسفل مكسلتان حجريتان متماثلتان غشيت كل منها بألواح رخامية بينهما فتحة باب يغطيها عتب مستقيم من صنجات حجرية يليه نفيس مغشى ببلاطات خزفية تزينها زخارف ذو مميات سداسية ، وعلى جانبى هذا المدخل ست دخلات رأسية متشابهة ذات صدور مقرنصة بها ستة شبابيك ذات احجبة خارجية من المصبعات المعدنية فوق كل منها عتب مستقيم مزره يليه نفيس مغشى ببلاطات خزفية تزينها زخارف نباتية يعلوه عقد عاتق مزرر أيضاَ. 2- الواجهة الجنوبية الشرقية وهى تطل على الجامع الازهر ، بها ست دخلات رأسية ذات صدور مقرنصة من ثلاث حطاط أسفل كل منها شباك مغشى بحجاب خارجى من المصبعات المعدنية يعلوه عتب مستقيم من صنجات مزرره يليه نفيس فوقه عقد عاتق من صنجات مزررة أيضاَ ، وفى اقصى الطرف الجنوبى لهذه الواجهة مدخل فرعى يصعد إليه بسبع درجات حجرية منفردة وهذا المدخل عبارة عن حجر غائر .
مداخل المسجد:
للمسجد مدخلان احدهما يتوسط الواجهة الشمالية الشرقية والاخر بالركن الجنوبى 1) المدخل الشمالى الشرقى: يصعد اليه عن طريق سلم بقلبتين يتقابلا امام باب دخول المسجد , اما باب الدخول فهو فى دخلة غائرة على جانبيها مكسلتان ، تعلوهما عضادتان يخلوان من الزخارف ، ويتوج المدخل عقد مدائنى ثلاثى ، ويتوسط كتلة المدخل فتحة باب الدخول يعلوه عتب رخامى ثم نفيس مزخرف ببلاطات خزفية ، يعلوه عقد عاتق من صنجات مزررة ، ويحدد هيئة العقد والعقد المدائنى جفت لاعب ذو ميمات . 2) المدخل الجنوبى: يتوصل اليه بسلم ذو قلبة واحد تنتهى امام فتحة باب الدخول وهو يشبه فى تكوينه المدخل السابق .
الرواق او السقيفة
يؤدى مدخلى المسجد الى رواق او سقيفة ، وهى عبارة عن رواق يحيط بالقبة المركزية ( بيت الصلاة ) من ثلاث جهات هى الجهة الشمالية الغربية والجنوبية الغربية والشمالية الشرقية , وقد قسم هذا الرواق الى مساحات مربعة صغيرة بلغ عددها 10 مساحات مربعة ، وقد غطيت كل مساحة مربعة المساحات بقباب صغيرة ضحلة مقامة على مثلثات كروية , هذا ويفتح فى وسط كل رواق من الاروقة الثلاثة فتحة باب تؤدى الى داخل القبة المركزية او بيت الصلاة . بيت الصلاة
يتكون بيت الصلاة من مساحة مربعة ضخمة ، يتوسط كل ضلع من اضلاعها فتحة باب ماعدا الضلع الجنوبى الشرقى فيتوسطه تجويف المحراب , وعلى كل جانب من جانبى فتحة الباب وتجويف المحراب يوجد نافذتان او فتحتى شباك تطل ثلاثة منها على الرواق المحيط بالقبة من الخارج ، بينما تطل نوافذ الضلع الرابع على الجامع الازهر .
المحراب
يتوسط الضلع الجنوبى الشرقى لبيت الصلاة محراب مجوف عبارة عن حنية نصف دائرية ذات عقد مدبب يرتكز على عمودين رخاميين زين الجزء الأسفل منه بوزرات رخامية مفرغة على هيئة أعمدة رأسية متعرجة ذات زخارف نباتية، وزين القسم الاوسط بفسيفساء رخامية وصدفية دقيقة ذات أطباق نجمية وزين أعلاه بثلاث دوائر بأولاها “ما شاء الله” وبثانيها”لا قوة إلا بالله” وبثالثها”لاإله إلا الله محمد رسول الله” ويعد هذا المحراب واحد من ابدع المحاريب المجوفة فى عمارة مصر العثمانية . وعلى جانبى المحراب دخلتان رأسيتان ذواتى عقدين مدائنيين أسفل كل واحد منهما نحتة شباك ذات حجاب خارجى من المصبعات المعدنية يعلوه عتب مستقيم مزرر يليه نفيس فوق عقد عاتق مزررا أيضا . المنبر
يجاور المحراب منبر خشبي صنعت ريشتاه بحشوات مجمعة ذات أطباق نجمية مطعمة بالعاج والصدق والزرنشات ، وعمل درابزينه من خشب الخرط البديع ، يعلو باب المقدم صدر مقرنص أسفلة كتابة نصها من الامام “إن الله وملائكته يصلون على النبى ” ونصها من الخلف” يا أيها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ” . وفى أعلاه جلسة خطيب عليها كتابة نصها “إنما يعمر مساجد الله من أمن بالله واليوم الأخر ” إلى قوله عز من قائل “ولم يخشى إلا الله” وعلى باب روضته كتابات نصها بعد البسملة “قال الله تبارك وتعالى الا له الخلق والامرتبارك
الله رب العالمين ادعو ربكم ”
. المئذنة
فهى مصرية الطراز رغم ان تصميم الجامع عثمانى الطراز , وهى مأذنه كبيرة الحجم مبنية بالحجر مكونة من ثلاثة طوابق , تنتهي بخمسة رؤؤس وهي شديدة الشبه
بمئذنة جامع قنصوة الغوري. دكة المبلغ
يوجد فى الضلع الغربى لبيت الصلاة دكة مبلغ خشبية يصعد اليها بواسطة سلم مسحور فى الجدار الغربى يفضى اليه من الشباك الشمالى ففيه فتحة باب تعلوها لوحة مستطيلة ذات كتابات شعرية من سطرين . ويوجد اعلا الباب الغربى لهذه القبة لوحة شعرية ذات كتابات شعرية من سطرين.
القبة
للمسجد قبة مركزية تتبع النمط السلجوقي اعتمدت منطقة انتقال القبة على 4 عقود مدببة تقع فى اركان بيت الصلاة وهى ترتكز على حطتين من المقرنصات تبدا من عند النوافذ الموجودة فى جدران المكعب السفلى وتبدأ منطقة الانتقال متسعة من اسفل بفتحة العقد الثلاثى ثم تتتابع الحطات فى الاتساع حتى تندمج كلها مع الرقبة وهى المنطقة التى تعلو مناطق الانتقال وهى تتكون من منطقتان مضلعتان كل منها فوق الاخرى ، تتكون اولاها من ستة عشر ضلعا بثمانية منها ثمانى قمريات دائرية تحيط بها ثمان مضاهيات ، يلى ذلك كابولى مقرنص باستدارة كاملة . تأتى بعده المنطقة المضلعة الثانية وبها ستة عشر ضلعا تتخللها قندليات بسيطة تعلوها كتابات ذهبية على أرضية خضراء تشتمل الكتابات على البسملة واية قرآنية ثم اسم السلطان محمد بك ابو الذهب يلى ذلك شريط كتابى ثانى يعلوه النوافذ العلوية تشتمل كتاباته على البسملة واية قرانية . خوذة القبة
هى عبارة عن خوذة اجرية ضخمة تغطى كل مساحة بيت الصلاة ، زخرفت باطنها بكتابات نسخية ذات شكل دائرى تمثل البسملة ويليها سورة الاخلاص . بالاضافة الى مجموعة من الزخارف النباتية والهندسية الملونة والمذهبة.
وتم إلحاق تكية بجوار المسجد
تعد تكية أبو الدهب في القاهرة التاريخية، ثاني أهم مجموعة أثرية تجسد روعة العصر الإسلامي بعد مجموعة الغوري، وتتميز بتكاملها ما بين جامع وتكية، حتى أصبحت من أهم التكايا في ذلك العصر. تتمتع تكية أبو الدهب بموقع فريد في منطقة الأزهر، فهي تطل على جامع الأزهر من واجهته الجنوبية الشرقية، وعلى شارع الإمام محمد عبده من واجهته الجنوبية الغربية، كما تتقاطع مع شارع الأزهر، وبالقرب منها يوجد خان الزراكشة. وتضم التكية سبيلا وكُتابا وحوضا كان يستخدم في السابق للدواب وبها مسجد مكون من ثلاثة طوابق أنشئ للمتصوفين آنذاك، بالإضافة إلي حوض وسبيل ملحقين بالمسجد من الناحية الجنوبية، فيما يطل الحوض والسبيل بواجهتهما الرئيسية علي شارع الإمام محمد عبده بالأزهر تجاه سوق التبليطة ومعماريا تختلف تكية أبو الدهب عن التخطيط المألوف للتكايا، حيث تتكون من صحن أوسط مكشوف، به حديقة ونافورة، وحول الصحن قاعات على مدار ثلاثة طوابق، وبأسفل هذه الطوابق ميضأة عظيمة تمتلئ بالماء من نافورة تستمد ماءها من بئر حفرها أبو الدهب، وتتميز هذه البئر بمذاق عذب على عكس باقي الآبار الأثرية التي غالبا ما يخرج ماؤها بنسب ملوحة عالية. وكما هو معروف فإن محمد بك أبو الدهب أحد أمراء مصر وولاتها، هو من شيد التكية عام 1187هـ لتكون مدرسة تساعد الأزهر في رسالته العلمية, مرت التكية بمشروع ترميم متكامل استهدف صيانتها وتطويرها، على مدى ستة أعوام، بكلفة بلغت عشرين مليون جنيه. وشملت أعمال الترميم الدقيقة الآثار المكونة للمجموعة، وإنشاء وحدات إضاءة على هيئة مشكاوات تلائم العصر العثماني مأخوذة من النموذج الموجود بمسجد محمد علي بالقلعة، كما تمت إزالة التعديات والإشغالات والحوائط والمحلات الملاصقة، واستعادة الجزء السفلي للمسجد من دون أية إضافات، بالإضافة إلى فك الأرضية وإعادة تركيبها وتنظيف الحوائط من التراكمات ومعالجة زخارف القبة وإظهارها. كما شملت أعمال الترميم استكمال الأجزاء المفقودة من شبابيك المسجد على نفس النمط الأثري القديم، إلى جانب معالجة الشروخ الموجودة بالقباب الضحلة من دون اللجوء لأدوات الطلاء الحديثة، وترميم وتثبيت الأشكال الهندسية بالأرضية الرخامية وإعادة بناء الدرابزين، أو السور المحيط بالمئذنة وشرفتها على نفس نمط السور المحيط بالمسجد. وكما هو معروف فإن التكية تعد أحد نماذج العمارة الخيرية والدينية المهمة التي انتشرت في العصر العثماني بالرغم من كونها تجمع طرزا مملوكية نادرة، وتعد واحدة من أهم الملامح التي انتشرت في العصر العثماني التي تمزج الروحانيات بالعمارة التاريخية. كما تشكل تحولا من نظام «الخانقاوات» الذي كان سائدا في العصر المملوكي، وذلك لإيواء العاطلين من العثمانيين المهاجرين من الدولة العثمانية الأم والنازحين إلى الولايات الغنية مثل مصر والشام، وتم الوقف عليها حيث تم صرف الرواتب والأجور للمقيمين فيها ولذا سمي محل إقامة المتصوفة والتنابلة تكية. وإن كانت هذه التكايا تتشابه مع الخانقاوات من حيث الوظيفة كمبنى تقام به حلقات الدروس للمتصوفين بينما تكون الدراسة في الخانقاة إجبارية، ومن ثم يتولى مشيختها كبار العلماء والفقهاء وتمنح الدارسين بها إجازات علمية، أما التكية فلا التزام على المقيمين بها، فلا تقوم فيها فصول للدراسة المنتظمة، وإن كان الأمر لا يخلو من عقد محاضرات للوعظ والإرشاد تنعقد بها حلقات الذكر. لكن مع مرور الوقت أخذت التكايا تؤدي الوظيفة نفسها التي كانت تقوم بها الخانقاوات، أي أنها خاصة بإقامة المنقطعين للعبادة من المتصوفة، كما أنها قامت خلال العصر العثماني بدور آخر وهو تطبيب المرضى وعلاجهم وهو الدور الذي كانت تقوم به «البيمارستانات» في العصر الأيوبي والمملوكي، إلا أنه مع بداية العصر العثماني أهمل أمر «البيمارستانات» وأضيفت مهمتها إلى التكايا. ويختلف تصميم التكية المعماري عن عمارة الخانقاة بالرغم من اقتباس عمارة التكايا من العمارة المملوكية عموما، وبينما يحتوى الاثنان على صحن فناء مكشوف، إلا أن الخانقاة عبارة عن صحن مكشوف تحيط به إيوانات متعامدة تستخدم لعقد حلقات الدراسة، وهذه الإيوانات تتعامد على الصحن المربع، وفى أركان هذا المربع توجد خلاوي الصوفية، أي الأماكن أو الحجرات السكنية الخاصة بهم. وبالرغم من أن التكية ليس بها مئذنة أو منبر، فإنه يوجد بها جهة القبلة حجرة صغيرة بها محراب لإقامة الصلوات، ولاجتماع الدراويش في حلقات لذكر الله. مكتبة التاريخ
مسجد وتكية محمد بك أبو الدهب بالقاهرة . مصر 1187هجرية . وأتمه سنة 1188 هجرية ) يقع مسجد محمد بك ابو الدهب على بعد خطوات من الجامع الازهر فى ميدان الحسين بجوار جامع الازهر , ويعتبر مسجد “محمد بك ابوالذهب” رابع مسجد فى مصر وضع تصميمه على طراز المساجد العثمانية فى اسطنبول , فأولها مسجد سليمان باشا بالقلعة وثانيها مسجد سنان باشا ببولاق وثالثها مسجد الملكة صفية بالداودية. ألحق بالمسجد تكية لمتصوفى الاتراك وسبيل للسقاية وحوض لشرب الدواب وبالمسجد ثمانية نوافذ نحاسية ومنبر خشبى مزخرف بالصدف ,وخارج المقصورة انشأ ابو الدهب لنفسه قبرا يدفن به “”ويلاحظ ان المسجد كانت تغلب عليه الزخارف المذهبه مما جعل صاحبه يستحق عن جداره ان يلقب بـ” ابى الذهب “. يعد مسجد ابو الذهب من المساجد المعلقة أى التى بنيت مرتفعة عن مستوى الطريق وفتح بأسفل واجهاتها دكاكين للمسجد واجهتان إحداهما تشرف على ميدان الأزهر ويتوسطها المدخل الرئيس ويصعد إليه بسلم مزدوج والثانية تقابل الجامع الأزهر وبنهايتها مدخل آخر يشبه المدخل الرئيس. وقد بنى هذا المسجد على نسق مسجد سنان باشا ببولاق من حيث التخطيط والطراز فيما عدا فروقا بسيطة. وتصميم جامع محمد بك ابو الذهب فيه جمال لا تخطوه العين ,فاما المأذنه فهى مصرية الطراز رغم ان تصميم الجامع عثمانى الطراز , وهى مأذنه كبيرة الحجم مبنية بالحجر مكونة من ثلاثة طوابق , تنتهي بخمسة رؤؤس وهي شديدة الشبه بمئذنة جامع قنصوة الغوري. وكان الشروع فى إنشائه سنة ( 1187هـ ـ 1773م ) والفراغ منه سنة ( 1188هـ ـ1774م ) وقد أنشئ ليكون مدرسة تعاون الأزهر فى رسالته العلمية وأختار للتدريس فيه أجلة العلماء أمثال الشيخ “” على الصعيدى , الشيخ أحمد الدردير , الشيخ محمد الأمير , الشيخ الكفراوى وغيرهم الكثيرون”" ؛ وخصص وقتا ومكانا بالمسجد للأفتاء , فقرر الشيخ أحمد الدردير مفتيا للمالكية , الشيخ عبد الرحمن العريشى مفتيا للحنفية , الشيخ حسن الكفراوى مفتيا للشافعية. المكتبة الملحقة بالمسجد ألحق بالمسجد مكتبة تضم نحو 650 كتابا فى شتى الفنون أهتم بتكوينها وأشترى لها مكتبة العلامة الشيخ أحمد بن محمد آبن شاهين الراشدى الذى كان خطيبا للمسجد , وبلغ من أهتمامه بها أن سعى لتزويدها بالمؤلفات القيمة :
1- مثل شراؤه من السيد مرتضى الزبيدى
شرحه للقاموس بملغ مائة ألف درهم فضة
2- وكان من بينها كتاب المنتظم فى أخبار الأمم لابن الجوزى , وروضة الأخبار , وفى علم التاريخ وتحفه الأمراء فى تاريخ الوزراء للصابى وأكثرها كتب نادرة بلغ عددها فى القرن الثالث عشر 1292مجلد 3- وعدد من المصاحف المذهبة القيمة ولقد احتفل بأفتتاحه بصلاة الجمعة فى شهر شعبان سنة ( 1188هـ ـ 1774م ) وألحق بالمسجد تكية لمتصوفى الأتراك , وسبيلا وحوضا لشرب الدواب , وهذه الملحقات تشغل الوجهة القبلية , وقد جددت وزارة الأوقاف التكية وخصصتها لاقامة طلبة العلم من الأتراك . وقد أقيم المسجد على قسم كبير من أرض خان الزراكشة , الذى آشتراه أبو الذهب وترك مدخله الملاصق للوجهة البحرية عند نهايتها الغربية , ثم أنشأ المسجد على باقى مساحته وأسفل وجهتيه الشرقية و البحرية حوانيت ، وكان أمام الباب البحرى سلم مزدوج من الرخام الملون ؛ وأمام الباب الشرقى سلم مستدير , وكلاهما استبدل به غيره , وهما يؤديان إلى طرقة مكشوفة تحيط بالمسجد من جهات الثلاث
الوصف المعمارى للمسجد :
يتبع المسجد فى تخطيطه العام نمط المساجد العثمانية التى تعتمد على القبة المركزية كمركزا للتخطيط اذ يتكون المسجد من قبة مركزية ضخمة تغطى بيت الصلاة ويحيط بها من الخارج رواق يحيط بالقبة من ثلاث جهات وهو ما يذكرنا بالمساجد العثمانية مثل مسجد لارا جلبى بادرنة والجامع الخزفى باسكدار باستانبول - له واجهتان إحداهما تشرف على ميدان الأزهر ويتوسطها المدخل الرئيس ويصعد إليه بسلم مزدوج له درابزين من الخرط، والثانية تقابل الجامع الأزهر وبنهايتها مدخل آخر يشبه المدخل الرئيسى. وقد بنى هذا المسجد على نسق مسجد سنان باشا ببولاق من حيث التخطيط والطراز فيما عدا فروقا بسيطة، . - وهو مربع الشكل طول ضلعه 15 مترا , وفى نهاية الرواق
البحرى على يسار الداخل من
الباب الرئيسى مقصورة من النحاس المصنوع بتصميم
جميل بها قبر ” محمد بك ابو الدهب ” وجدرانه مكسوة بالقاشانى المزخرف، ويجاور هذه المقصورة مقصورة أخرى بها خزانة الكتب. وبالركن القبلى الغربى تقوم منارة شاهقة بنيت مربعة، لها دورتان وتنتهى من أعلى بخمسة رءوس على شكل زلع،
واجهات المسجد :
1- الواجهة الشمالية الشرقية : وهى الواجهة الرئيسية ، وتطل على شارع الازهر وفى وسطها المدخل الرئيسى وهو مرتفع يصعد إليه بعدة درجات حجرية مزدوجة تنتهى إلى بسطه مستطيلة تتقدمه حجرغائرا يغطيه عقد مدائنى اسفل طاقيته لوحة حجرية ذات كتابات من اربع اسطر ، ويكتنف هذا الحجر من اسفل مكسلتان حجريتان متماثلتان غشيت كل منها بألواح رخامية بينهما فتحة باب يغطيها عتب مستقيم من صنجات حجرية يليه نفيس مغشى ببلاطات خزفية تزينها زخارف ذو مميات سداسية ، وعلى جانبى هذا المدخل ست دخلات رأسية متشابهة ذات صدور مقرنصة بها ستة شبابيك ذات احجبة خارجية من المصبعات المعدنية فوق كل منها عتب مستقيم مزره يليه نفيس مغشى ببلاطات خزفية تزينها زخارف نباتية يعلوه عقد عاتق مزرر أيضاَ. 2- الواجهة الجنوبية الشرقية وهى تطل على الجامع الازهر ، بها ست دخلات رأسية ذات صدور مقرنصة من ثلاث حطاط أسفل كل منها شباك مغشى بحجاب خارجى من المصبعات المعدنية يعلوه عتب مستقيم من صنجات مزرره يليه نفيس فوقه عقد عاتق من صنجات مزررة أيضاَ ، وفى اقصى الطرف الجنوبى لهذه الواجهة مدخل فرعى يصعد إليه بسبع درجات حجرية منفردة وهذا المدخل عبارة عن حجر غائر .
مداخل المسجد:
للمسجد مدخلان احدهما يتوسط الواجهة الشمالية الشرقية والاخر بالركن الجنوبى 1) المدخل الشمالى الشرقى: يصعد اليه عن طريق سلم بقلبتين يتقابلا امام باب دخول المسجد , اما باب الدخول فهو فى دخلة غائرة على جانبيها مكسلتان ، تعلوهما عضادتان يخلوان من الزخارف ، ويتوج المدخل عقد مدائنى ثلاثى ، ويتوسط كتلة المدخل فتحة باب الدخول يعلوه عتب رخامى ثم نفيس مزخرف ببلاطات خزفية ، يعلوه عقد عاتق من صنجات مزررة ، ويحدد هيئة العقد والعقد المدائنى جفت لاعب ذو ميمات . 2) المدخل الجنوبى: يتوصل اليه بسلم ذو قلبة واحد تنتهى امام فتحة باب الدخول وهو يشبه فى تكوينه المدخل السابق .
الرواق او السقيفة
يؤدى مدخلى المسجد الى رواق او سقيفة ، وهى عبارة عن رواق يحيط بالقبة المركزية ( بيت الصلاة ) من ثلاث جهات هى الجهة الشمالية الغربية والجنوبية الغربية والشمالية الشرقية , وقد قسم هذا الرواق الى مساحات مربعة صغيرة بلغ عددها 10 مساحات مربعة ، وقد غطيت كل مساحة مربعة المساحات بقباب صغيرة ضحلة مقامة على مثلثات كروية , هذا ويفتح فى وسط كل رواق من الاروقة الثلاثة فتحة باب تؤدى الى داخل القبة المركزية او بيت الصلاة . بيت الصلاة
يتكون بيت الصلاة من مساحة مربعة ضخمة ، يتوسط كل ضلع من اضلاعها فتحة باب ماعدا الضلع الجنوبى الشرقى فيتوسطه تجويف المحراب , وعلى كل جانب من جانبى فتحة الباب وتجويف المحراب يوجد نافذتان او فتحتى شباك تطل ثلاثة منها على الرواق المحيط بالقبة من الخارج ، بينما تطل نوافذ الضلع الرابع على الجامع الازهر .
المحراب
يتوسط الضلع الجنوبى الشرقى لبيت الصلاة محراب مجوف عبارة عن حنية نصف دائرية ذات عقد مدبب يرتكز على عمودين رخاميين زين الجزء الأسفل منه بوزرات رخامية مفرغة على هيئة أعمدة رأسية متعرجة ذات زخارف نباتية، وزين القسم الاوسط بفسيفساء رخامية وصدفية دقيقة ذات أطباق نجمية وزين أعلاه بثلاث دوائر بأولاها “ما شاء الله” وبثانيها”لا قوة إلا بالله” وبثالثها”لاإله إلا الله محمد رسول الله” ويعد هذا المحراب واحد من ابدع المحاريب المجوفة فى عمارة مصر العثمانية . وعلى جانبى المحراب دخلتان رأسيتان ذواتى عقدين مدائنيين أسفل كل واحد منهما نحتة شباك ذات حجاب خارجى من المصبعات المعدنية يعلوه عتب مستقيم مزرر يليه نفيس فوق عقد عاتق مزررا أيضا . المنبر
يجاور المحراب منبر خشبي صنعت ريشتاه بحشوات مجمعة ذات أطباق نجمية مطعمة بالعاج والصدق والزرنشات ، وعمل درابزينه من خشب الخرط البديع ، يعلو باب المقدم صدر مقرنص أسفلة كتابة نصها من الامام “إن الله وملائكته يصلون على النبى ” ونصها من الخلف” يا أيها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ” . وفى أعلاه جلسة خطيب عليها كتابة نصها “إنما يعمر مساجد الله من أمن بالله واليوم الأخر ” إلى قوله عز من قائل “ولم يخشى إلا الله” وعلى باب روضته كتابات نصها بعد البسملة “قال الله تبارك وتعالى الا له الخلق والامرتبارك
الله رب العالمين ادعو ربكم ”
. المئذنة
فهى مصرية الطراز رغم ان تصميم الجامع عثمانى الطراز , وهى مأذنه كبيرة الحجم مبنية بالحجر مكونة من ثلاثة طوابق , تنتهي بخمسة رؤؤس وهي شديدة الشبه
بمئذنة جامع قنصوة الغوري. دكة المبلغ
يوجد فى الضلع الغربى لبيت الصلاة دكة مبلغ خشبية يصعد اليها بواسطة سلم مسحور فى الجدار الغربى يفضى اليه من الشباك الشمالى ففيه فتحة باب تعلوها لوحة مستطيلة ذات كتابات شعرية من سطرين . ويوجد اعلا الباب الغربى لهذه القبة لوحة شعرية ذات كتابات شعرية من سطرين.
القبة
للمسجد قبة مركزية تتبع النمط السلجوقي اعتمدت منطقة انتقال القبة على 4 عقود مدببة تقع فى اركان بيت الصلاة وهى ترتكز على حطتين من المقرنصات تبدا من عند النوافذ الموجودة فى جدران المكعب السفلى وتبدأ منطقة الانتقال متسعة من اسفل بفتحة العقد الثلاثى ثم تتتابع الحطات فى الاتساع حتى تندمج كلها مع الرقبة وهى المنطقة التى تعلو مناطق الانتقال وهى تتكون من منطقتان مضلعتان كل منها فوق الاخرى ، تتكون اولاها من ستة عشر ضلعا بثمانية منها ثمانى قمريات دائرية تحيط بها ثمان مضاهيات ، يلى ذلك كابولى مقرنص باستدارة كاملة . تأتى بعده المنطقة المضلعة الثانية وبها ستة عشر ضلعا تتخللها قندليات بسيطة تعلوها كتابات ذهبية على أرضية خضراء تشتمل الكتابات على البسملة واية قرآنية ثم اسم السلطان محمد بك ابو الذهب يلى ذلك شريط كتابى ثانى يعلوه النوافذ العلوية تشتمل كتاباته على البسملة واية قرانية . خوذة القبة
هى عبارة عن خوذة اجرية ضخمة تغطى كل مساحة بيت الصلاة ، زخرفت باطنها بكتابات نسخية ذات شكل دائرى تمثل البسملة ويليها سورة الاخلاص . بالاضافة الى مجموعة من الزخارف النباتية والهندسية الملونة والمذهبة.
وتم إلحاق تكية بجوار المسجد
تعد تكية أبو الدهب في القاهرة التاريخية، ثاني أهم مجموعة أثرية تجسد روعة العصر الإسلامي بعد مجموعة الغوري، وتتميز بتكاملها ما بين جامع وتكية، حتى أصبحت من أهم التكايا في ذلك العصر. تتمتع تكية أبو الدهب بموقع فريد في منطقة الأزهر، فهي تطل على جامع الأزهر من واجهته الجنوبية الشرقية، وعلى شارع الإمام محمد عبده من واجهته الجنوبية الغربية، كما تتقاطع مع شارع الأزهر، وبالقرب منها يوجد خان الزراكشة. وتضم التكية سبيلا وكُتابا وحوضا كان يستخدم في السابق للدواب وبها مسجد مكون من ثلاثة طوابق أنشئ للمتصوفين آنذاك، بالإضافة إلي حوض وسبيل ملحقين بالمسجد من الناحية الجنوبية، فيما يطل الحوض والسبيل بواجهتهما الرئيسية علي شارع الإمام محمد عبده بالأزهر تجاه سوق التبليطة ومعماريا تختلف تكية أبو الدهب عن التخطيط المألوف للتكايا، حيث تتكون من صحن أوسط مكشوف، به حديقة ونافورة، وحول الصحن قاعات على مدار ثلاثة طوابق، وبأسفل هذه الطوابق ميضأة عظيمة تمتلئ بالماء من نافورة تستمد ماءها من بئر حفرها أبو الدهب، وتتميز هذه البئر بمذاق عذب على عكس باقي الآبار الأثرية التي غالبا ما يخرج ماؤها بنسب ملوحة عالية. وكما هو معروف فإن محمد بك أبو الدهب أحد أمراء مصر وولاتها، هو من شيد التكية عام 1187هـ لتكون مدرسة تساعد الأزهر في رسالته العلمية, مرت التكية بمشروع ترميم متكامل استهدف صيانتها وتطويرها، على مدى ستة أعوام، بكلفة بلغت عشرين مليون جنيه. وشملت أعمال الترميم الدقيقة الآثار المكونة للمجموعة، وإنشاء وحدات إضاءة على هيئة مشكاوات تلائم العصر العثماني مأخوذة من النموذج الموجود بمسجد محمد علي بالقلعة، كما تمت إزالة التعديات والإشغالات والحوائط والمحلات الملاصقة، واستعادة الجزء السفلي للمسجد من دون أية إضافات، بالإضافة إلى فك الأرضية وإعادة تركيبها وتنظيف الحوائط من التراكمات ومعالجة زخارف القبة وإظهارها. كما شملت أعمال الترميم استكمال الأجزاء المفقودة من شبابيك المسجد على نفس النمط الأثري القديم، إلى جانب معالجة الشروخ الموجودة بالقباب الضحلة من دون اللجوء لأدوات الطلاء الحديثة، وترميم وتثبيت الأشكال الهندسية بالأرضية الرخامية وإعادة بناء الدرابزين، أو السور المحيط بالمئذنة وشرفتها على نفس نمط السور المحيط بالمسجد. وكما هو معروف فإن التكية تعد أحد نماذج العمارة الخيرية والدينية المهمة التي انتشرت في العصر العثماني بالرغم من كونها تجمع طرزا مملوكية نادرة، وتعد واحدة من أهم الملامح التي انتشرت في العصر العثماني التي تمزج الروحانيات بالعمارة التاريخية. كما تشكل تحولا من نظام «الخانقاوات» الذي كان سائدا في العصر المملوكي، وذلك لإيواء العاطلين من العثمانيين المهاجرين من الدولة العثمانية الأم والنازحين إلى الولايات الغنية مثل مصر والشام، وتم الوقف عليها حيث تم صرف الرواتب والأجور للمقيمين فيها ولذا سمي محل إقامة المتصوفة والتنابلة تكية. وإن كانت هذه التكايا تتشابه مع الخانقاوات من حيث الوظيفة كمبنى تقام به حلقات الدروس للمتصوفين بينما تكون الدراسة في الخانقاة إجبارية، ومن ثم يتولى مشيختها كبار العلماء والفقهاء وتمنح الدارسين بها إجازات علمية، أما التكية فلا التزام على المقيمين بها، فلا تقوم فيها فصول للدراسة المنتظمة، وإن كان الأمر لا يخلو من عقد محاضرات للوعظ والإرشاد تنعقد بها حلقات الذكر. لكن مع مرور الوقت أخذت التكايا تؤدي الوظيفة نفسها التي كانت تقوم بها الخانقاوات، أي أنها خاصة بإقامة المنقطعين للعبادة من المتصوفة، كما أنها قامت خلال العصر العثماني بدور آخر وهو تطبيب المرضى وعلاجهم وهو الدور الذي كانت تقوم به «البيمارستانات» في العصر الأيوبي والمملوكي، إلا أنه مع بداية العصر العثماني أهمل أمر «البيمارستانات» وأضيفت مهمتها إلى التكايا. ويختلف تصميم التكية المعماري عن عمارة الخانقاة بالرغم من اقتباس عمارة التكايا من العمارة المملوكية عموما، وبينما يحتوى الاثنان على صحن فناء مكشوف، إلا أن الخانقاة عبارة عن صحن مكشوف تحيط به إيوانات متعامدة تستخدم لعقد حلقات الدراسة، وهذه الإيوانات تتعامد على الصحن المربع، وفى أركان هذا المربع توجد خلاوي الصوفية، أي الأماكن أو الحجرات السكنية الخاصة بهم. وبالرغم من أن التكية ليس بها مئذنة أو منبر، فإنه يوجد بها جهة القبلة حجرة صغيرة بها محراب لإقامة الصلوات، ولاجتماع الدراويش في حلقات لذكر الله. مكتبة التاريخ
رد: مسجد وتكية محمد بك أبو الدهب بالقاهرة
دائما متميزه في الانتقاء
سلمتي على روعه طرحك
طارق عبود- صاحب الموقع
- التعارف : مصادفه طيبه لوجه الله
الجنسيه :
الجنس :
عدد المساهمات : 259
تاريخ التسجيل : 13/07/2018
رد: مسجد وتكية محمد بك أبو الدهب بالقاهرة
كتاب في قمة الانتقاء والجمال
ومهم جدا جزاك الله خير
لطالما كان أنتقائك متميز
لا عدمنا التميز و روعة الاختيار
دمتي لنا ودام تالقك
تقبلي مروري
ومهم جدا جزاك الله خير
لطالما كان أنتقائك متميز
لا عدمنا التميز و روعة الاختيار
دمتي لنا ودام تالقك
تقبلي مروري
فراج العتيبي- عضو نشيط
- التعارف : جوجل
الجنسيه :
الجنس :
عدد المساهمات : 70
تاريخ التسجيل : 09/03/2020
رد: مسجد وتكية محمد بك أبو الدهب بالقاهرة
شكرآ جزيلا على الكتاب الرائع و المميز
واصلي تالقك معنا في المنتدى
بارك الله فيك اختي الكريمه
ننتظر منك الكثير من خلال ابداعاتك المميزة
لك منـــــــي اجمل تحية
وسلام ورحمه من الله
واصلي تالقك معنا في المنتدى
بارك الله فيك اختي الكريمه
ننتظر منك الكثير من خلال ابداعاتك المميزة
لك منـــــــي اجمل تحية
وسلام ورحمه من الله
احمد عرابي- مشرف
- التعارف : جوجل
الجنسيه :
الجنس :
عدد المساهمات : 79
تاريخ التسجيل : 06/12/2019
مواضيع مماثلة
» pdf مسجد ومدرسة وتكية محمد بك أبو الذهب
» مسجد السلطان برقوق بالقاهرة 786-788 هجرية
» مصلحة الضربخانة المصرية بالقاهرة المؤلف د. سحر محمد إبراهيم
» مسجد السلطان برقوق بالقاهرة 786-788 هجرية
» مصلحة الضربخانة المصرية بالقاهرة المؤلف د. سحر محمد إبراهيم
Dr.Eman Elabed :: القسم الاداري العام وطلبات الكتب :: الاطلس شامل عماره فنون تاريخ :: المساجد وعمارتها
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الجمعة نوفمبر 22, 2024 9:47 am من طرف Shehab
» المسكوكات الايوبية والمملوكية عبدالرحمن بن ابراهيم بن صالح البراهيم
الجمعة نوفمبر 22, 2024 9:37 am من طرف Shehab
» السكه الاسلاميه في مصر د رأفت محمد النبراوي
الجمعة نوفمبر 22, 2024 9:36 am من طرف Shehab
» كهف الأسرار ومشرق الأنوار للأسيوطى نسخة منقرضه
الأحد نوفمبر 17, 2024 12:53 pm من طرف يحيى
» كتاب الحركة الفكرية بالمغرب في عهد السعديين جزئين دأ . محمد حجي
الخميس نوفمبر 14, 2024 5:03 pm من طرف mustapha
» العلماء والسلطة العثمانية في الجزائر فترة الدايات 1671- 1830م تأليف رشيدة شدري معمر
الخميس نوفمبر 14, 2024 8:15 am من طرف داود
» كتاب في الايات والخواتم
الأربعاء أكتوبر 09, 2024 10:34 am من طرف محمد رضا
» كتاب سر الأسرار
الأربعاء أكتوبر 09, 2024 10:31 am من طرف محمد رضا
» السحر الاسود الفرعوني كتاب مليان طلاسم
الأربعاء أكتوبر 09, 2024 10:27 am من طرف محمد رضا