Dr.Eman Elabed
اهلا وسهلا زائرنا الكريم
كم يسعدنا ويشرفنا تواجدك معنا
أخ /ت عزيز /ه علينا نتعلم منكم
نستفيد ونفيد معا من خلال ابدعاتكم
نرتقي معا بكل معلومه صادقه ونافعه
في الدين والدنيا يسعدنا جدا مشاركتم معنا
تحت شعارنا الاحترام المتبادل وحق كل الاعضاء
في حريه التعبير دون المساس بمشاعر الاخرين
ومنتداكم لا يقبل بالخوض في السياسه او الاساءه
واحترام عقيده الاخر

Dr.Eman Elabed




انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

Dr.Eman Elabed
اهلا وسهلا زائرنا الكريم
كم يسعدنا ويشرفنا تواجدك معنا
أخ /ت عزيز /ه علينا نتعلم منكم
نستفيد ونفيد معا من خلال ابدعاتكم
نرتقي معا بكل معلومه صادقه ونافعه
في الدين والدنيا يسعدنا جدا مشاركتم معنا
تحت شعارنا الاحترام المتبادل وحق كل الاعضاء
في حريه التعبير دون المساس بمشاعر الاخرين
ومنتداكم لا يقبل بالخوض في السياسه او الاساءه
واحترام عقيده الاخر

Dr.Eman Elabed


Dr.Eman Elabed
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» كهف الأسرار ومشرق الأنوار للأسيوطى نسخة منقرضه
عمارة الماذن والقباب التاريخية في المساجد اسطنبول Emptyالأحد نوفمبر 17, 2024 12:53 pm من طرف يحيى

» كتاب الحركة الفكرية بالمغرب في عهد السعديين جزئين دأ . محمد حجي
عمارة الماذن والقباب التاريخية في المساجد اسطنبول Emptyالخميس نوفمبر 14, 2024 5:03 pm من طرف mustapha

» العلماء والسلطة العثمانية في الجزائر فترة الدايات 1671- 1830م تأليف رشيدة شدري معمر
عمارة الماذن والقباب التاريخية في المساجد اسطنبول Emptyالخميس نوفمبر 14, 2024 8:15 am من طرف داود

» كتاب في الايات والخواتم
عمارة الماذن والقباب التاريخية في المساجد اسطنبول Emptyالأربعاء أكتوبر 09, 2024 10:34 am من طرف محمد رضا

» كتاب سر الأسرار
عمارة الماذن والقباب التاريخية في المساجد اسطنبول Emptyالأربعاء أكتوبر 09, 2024 10:31 am من طرف محمد رضا

» السحر الاسود الفرعوني كتاب مليان طلاسم
عمارة الماذن والقباب التاريخية في المساجد اسطنبول Emptyالأربعاء أكتوبر 09, 2024 10:27 am من طرف محمد رضا

» شفاء العليل في أسرارالمزامير 1
عمارة الماذن والقباب التاريخية في المساجد اسطنبول Emptyالأربعاء أكتوبر 09, 2024 10:25 am من طرف محمد رضا

» السحر الابليسى للمراكشى مخطوطة ج 1
عمارة الماذن والقباب التاريخية في المساجد اسطنبول Emptyالأربعاء أكتوبر 09, 2024 10:23 am من طرف محمد رضا

» مخطوط الشيطان
عمارة الماذن والقباب التاريخية في المساجد اسطنبول Emptyالأربعاء أكتوبر 09, 2024 9:41 am من طرف محمد رضا

نوفمبر 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
    123
45678910
11121314151617
18192021222324
252627282930 

اليومية اليومية


عمارة الماذن والقباب التاريخية في المساجد اسطنبول

اذهب الى الأسفل

عمارة الماذن والقباب التاريخية في المساجد اسطنبول Empty عمارة الماذن والقباب التاريخية في المساجد اسطنبول

مُساهمة من طرف محمد العابد الخميس أغسطس 10, 2017 3:55 pm

عمارة الماذن والقباب التاريخية في المساجد اسطنبول 2060171198
 عمارة الماذن والقباب التاريخية في المساجد الكُبرى

 بمدينة اسطنبول التركية
 مُقدِّمة 
 تشكّل المآذن والقباب، أحد أهم العلامات البارزة، في عمارة المساجد، وقد يتضمّن المسجد الواحد، أكثر من مئذنة، وقبة، كما هو السائد، في المُدن والحواضر الكُبرى، في ربوع العالم الإسلامي، ومنها مدينة اسطنبول التركية، التي تزدان جل مساجدها، بالمآذن والقباب، ذات الطراز المعماري العثماني.
 هذا البحث، يُلقي الضوء على ماهية المآذن والقباب، وتطوّرها عبر التاريخ، والخصائص التي تُميّز طُرزها، مع التركيز على الطراز العثماني بشكل خاص.. ثم نُقدّم نماذج لأشهر المآذن والقباب التاريخية، التي تتميّز بها عمارة المساجد الكُبرى، في مدينة اسطنبول. 
  (1) المآذن وتطورها التاريخي
 المآذن، جمع مِئذنة، وعُرِفت أيضا بأسماء عديدة، منها المنارة(1)، والصومعة(2)، والميذنة(3)، والمنار(4)، وهي تشكيل هندسي معماري، يتباين ارتفاعه.. وأقدم دليل لدينا، علي بناء مئذنة(5)، ما رواه البلاذري (ت 245ه 859 م)، أن زياد بن أبيه، عامل مُعاوية على العراق، لما أعاد بناء جامع البصرة عام 45ه / 665م، أمر ببناء "منارة من الحجر"(6)، يصعدها المؤذن، ويصدح في شرفتها، بحيث يُسمع صوته في أرجاء المدينة، التي اتسع عُمرانها، وزاد سكانها(7)، ولم يذكر البلاذري، أي تفاصيل بشأن هذه المنارة.. ويذكر كُل من ابن دقماق(،
 والمقريزي(9)، أن تشييد المآذن انتقل إلى مصر، في عهد مسلمة بن مخلد(10)، عامل معاوية بن أبي سفيان على مصر، حيث أنشئ في العام 53ه /672م، " أربع صوامع، في أركان جامع عمرو بن العاص، بالفسطاط، لغرض الآذان"(11)ولم تذكر المصادر التأريخية، أي تفاصيل حول التصميم الهندسي لهذه الصوامع، وإن كان المُرجّح أنها كانت أكثر ضخامة وارتفاعا من المنارة.


 ويذهب البعض، إلي أن المآذن الأولي، التي تم تشييدها في عمارة المساجد، هي شكل مُتطوّر من أشكال الزيقورات(12) العراقية، التي وجد فيها المُهندس المسلم، ما يُلائم فِكرة الانتقال من المادي، إلى الروحاني.. وكانت بعثة الحفائر الايطالية(13)، قد كشفت في العام 1959م، أن ما كان يُعتقد بأنه "برج النصر"، في القصر الأموي (قصر الحير الغربي)، وكذا"برج مسعود"، في غزنة بأفغانستان،
 إنما هما مئذنتين لمسجدين(14). 

 وفي ظل الاتساع المُتنامي للفتوحات الإسلامية، شرقاً وغرباً، فقد انتشرت المساجد المُزدانة بالمآذن، التي تطورّت أشكالها، وتنوّعت طُرزها، من منطقة لأُخرى، ومن عصر لآخر، على مدى القرون، التي ازدهرت فيها فنون العمارة الإسلامية.

 وبشكل عام، فإن المئذنة المُكتملة الإنشاء،
 تتألف من عِدة أجزاء(15)،
هي
:

  قاعدة المئذنة، أو بدنها.. ومن دراسة الهياكل الإنشائية، للمآذن التاريخية، تبيَّن أنه كُلّما ازداد البدن ارتفاعا ودقة،
 كُلما صار إلي التدوير أقرب.

  الدرج أو السلّم.. ويأخذ غالباً شكلاً حلزونياً داخلياً، يدور حول محور المئذنة(16)، وتطل عليه نوافذ صغيرة، للإضاءة والتهوية(17)، وفي بعض المآذن يوجد درجان الأول للصعود وبابه خارج المسجد، والثاني للنزول وبابه داخل المسجد
  الشُرفة.. وهي المكان الذي يصعد إليه المؤذن؛ ليرفع الآذان، وعادة ما تأخذ الشُرفة هيئة دوران البدن، حتى يتمكَّن المؤذن من توجيه النداء، في جميع الجهات، وفي بعض المآذن ثمة أكثر من شُرفة تعلو فوق بعضها، بمُستويات محسوبة هندسيا، وقد تُظلل هذه الشُرفات بمظلات، تُتخذ من الخشب المزخرف(18) 
 الجوسق.. وهو الجزء الأعلى من المئذنة، وفي بعض المآذن، قد يُتخذ أكثر من جوسق، كما هو الحال في مئذنة
الجامع الأزهر، بالقاهرة الفاطمية.

  الهلال.. وهو شعار المُسلمين، الذي يكون من معدن أصفر لمّاع، أو من ذهب براق(19)، يُثبّت في أعلى الجوسق، وفي بعض المآذن القديمة، كان يُستخدم بدلاً منه، راية مُدوّن عليها،
" لا إله إلا الله محمد رسول الله 

 ومن حيث أشهر طُرزها المعمارية، فإنه يُمكن
 تصنيف المآذن التاريخية، علي النحو التالي

 - الطراز الأموي.. وهو الأقدم، ومن أهم سِماته، اتخاذ قاعدته شكلاً أقرب إلى الأضلاع الرُباعية، الضخمة الهيكل، والسمكية الجُدران، بشكل مُلفِت للنظر.. وتتعدد الشُرفات، التي يصعد إليها المؤذن، حيث تتراوح حول الأربعة شُرفات (20)، ومن أشهر نماذجها، التي مازالت قائمة إلى الآن، مآذن الجامع الأموي في دمشق، والزيتونة في تونس، والخيرالدا في أشبيلية(21). 
 - الطراز العباسي.. هو الأكثر تأثرًا بالعمارة القديمة، لحضارة وادي الرافدين(22)، وبخاصة عمارة الزاقورات، حيث يتسم بالمسقط الأسطواني الدائري، وتقل الشُرفات، ويزداد الارتفاع، ويكون السطح الخارجي للمئذنة أملس، وتتكاثف الزخارف والمُنمنمات.
 - الطراز الفارسي.. ومن أبرز سِماته، وجود الأقواس المُدببة، ذات الصفة التزيينية، أو الإنشائية(23)، إضافة إلي أنواع مُتباينة من الزخارف، والمنحوتات، والخطوط(24). 
 - الطراز المصري.. الذي ظهرت سِماته المُميّزة، إبان العصر الفاطمي، وتطوّر في العصرين الأيوبي، والمملوكي.. والسِمة الأبرز، لمآذن هذا الطراز، الأضلاع المُتعددة، التي تأخذ شكلاً سُداسيا أو مثمنا(25)، وفي كثير من الأحيان، يأخذ الجوسق، شكل الكُرسي الصغير، المُستنِد إلي قوائم من الرخام.
 - الطراز الهندي.. وهو يتّسم بالبدن المضلع، الذي تبدو أضلاعه، أشبه بأعمدة مُتلاصقة(26)، وشُرفاته مُتعددة، وغالبا ما تزدان بالمقرنصات بديعة الشكل(27)، ومن أشهر نماذجه، مئذنة قطب منارة، في دلهي، التي شُيِّدت في عهد أول سلاطين المماليك، في الهند، قطب الدين أيبك(28).
 - الطراز العثماني.. وإذا كان البعض يري بأنه امتداد وتطوير لإبداعات السلاجقة(29)، في تصميم وهندسة المآذن، إلاّ أن المُشاهدات والتدقيقات الفنيّة والهندسية، تُثبت تأثره بكُل الطُرز، التي سبقته، بدءًا من المآذن الأموية، حيث البدن ذو الشكل المربع(30)، وصولاً إلي المآذن السلجوقية، التي يغلب علي هيكلها، الشكل الدائري، أو المُضلّع، وتعدد الشُرفات.. وإذا كان الطراز العثماني، قد أدخل المزيد من التطوير، إلاّ أنه انفرد بالعديد من الخصائص، لعل من أبرزها، الارتفاع الكبير، الذي يزيد عن الخمسين مترًا(31)، في العديد من المآذن، وكذا الشكل المُدبب، المُغطى بصفيحة من الرصاص، والذي تنتهي به الشُرفة العلوية، ويأخذ هيئة السهم، الذاهب نحو السماء(32)، وتُعد مدينة اسطنبول، المعقل الرئيسي لطراز المآذن العثمانية، كما سنُبيّن بعد قليل. 
 .. وإضافة لما سبق، فإن ثمة مآذن، ذات طراز خاص، تشتهر باسم الملويات(33)، وهي شبه مخروطية، ويدور السلِم من الخارج، على بدنها الملآن(34)، ومن أمثلتها مئذنة مسجد سامراء، (المئذنة الملوية)، ومئذنة مسجد أبو دلف شمال سامراء(35)بالعراق، ومئذنة مسجد أحمد بن طولون(36)، بالقاهرة.

 القباب وتطورها التاريخي
 القباب جمع قبة، وهي نوع من الأقبية، التي تُستخدم للتسقيف، وأبسط أشكالها، " نصف كُرة مُجوّف، يقف على أعمدة، أو جدران"(37)، وينعتها البعض بأنها " قوس مُتكرر، مُلتف حول وسطه ".. وهي بهيئتها الهندسية هذه، لها قُدرة كبيرة، على الصمود، أمام ضغط الأحمال الإنشائية، كما يُمكن مدّها على مساحات أوسع(38).. ومن المنظور الهندسي، فإن القبة التي ترتكز على قاعدة مدورة، ينتقل ضغط أحمالها، إلى القاعدة مباشرة(39)، أما إذا كانت القاعدة مُربعة(40)، فإنه يجب استخدام دعائم إنشائية، مثل المقرنصات
 ونحوها(41
)، لتوزيع ضغط الأحمال.


 وتاريخيا، فقد عُرِفت القباب، في صورتها البدائية، أوائل الألفية الرابعة قبل الميلاد(42)، في منطقة الجزيرة الفراتية(43)، شمال العراق، وشرق سوريا، حيث دلّت الحفريات، على بنائها، قبل الحضارة السومرية(44)، بغرض تثقيف الأكواخ الطينية، ومخازن الحبوب، والقبور.. ثم انتقلت إلى مناطق مُتفرّقة، في بلاد الشام، وشمال إفريقيا(45)، واقتبسها الإغريق، حيث كانوا يُسقّفون مقابرهم بقباب، تأخذ هيئة المُنحدر المدبب، وتعتمد في تصميمها، علي أسلوب الأُطر الحجرية (عمود جسر)، وهو ذات الأسلوب الذي برع فيه من قبل المصريون والكنعانيون(46). 
 ولم تشهد القباب تطورًا يُذكر عند الإغريق، بل كان التطوّر الحقيقي لها، على يد الرومان، الذين أضافوا مواد جديدة، في البناء الحجري، بحيث يصمد أطول فترة مُمكنة، ضد عوامل التعرية، والإنهاك البيئي، ونجح نفر من كبار مهندسيهم، أمثال أنتيميوس التر اليسي، وايزيدور الميليني(47)، في تشييد قباب رائعة، كتلك التي تُزيّن مبني البانثيون، في روما، وهي تُعد من أكبر القباب البنائية على الإطلاق، حيث يبلغ ارتفاعها، وطول قطرها 43 مترًا(48)، والقبة التي تُزيّن كاتدرائية آيا صوفيا في اسطنبول، والتي تحوّلت إلى مسجد، مزدان بالعديد من المآذن والقباب، التي أشرف على تصميمها المعماري المسلم الشهير سنان باشا، كما سنعرف لاحقاً، كما أن الرومان بنو قباب من الخشب، كتلك التي سقّفوا بها كنيسة القديس سمعان، التي يعود تاريخ تشييدها إلى عام 500م(49)، ومن المُرجّح أنهم اقتبسوا في بنائها، ذات الأسلوب الذي سبقهم إليه المناذرة، عند تصميم القباب الثلاث، في قصر الخورنق(50).

 وفي عصور الحضارة الإسلامية، طرأ على تصميم القباب، المزيد من التطوير، وتباينت أشكالها، ما بين القباب الملساء، والمُضلّعة، والمخروطية، وذات العُنق الطويل، والمُدوّرة(51)، ولعل أشهر القباب التاريخية، التي مازالت قائمة في العالم الإسلامي، القبة الخضراء(52)، بمسجد الرسول -صلى الله عليه وسلم-، في المدينة المنورة، وقبة الصخرة(53)بمدينة القدس، فك الله أسرها.

 وظائف متعددة
 وللمآذن والقباب، في العمارة الإسلامية، وظائف مُتعددة، تتراوح بين والاجتماعية، الروحية، والبيئية، ناهيك عن قيمتها الفنية والجمالية، ويُمكن إيضاح ذلك، في نقاط بعينها: 
  أولاً: تُشكّل رموز رئيسة ومُميزة، لعمارة المساجد، حيث يكاد لا يخلو منها مسجدًا، من المساجد المُنتشرة، في عموم العالم الإسلامي.

  ثانيا: استُخدِمت المآذن عبر التاريخ، للإبلاغ عن مواقيت الصلاة، حيث يصعدها المؤذنون، للجهر بالآذان، عندما يحين وقت كل صلاة.. وفي البعض منها، كان ثمة غُرف مُلحقة، تُسمّي الخلوات(54)، تُستخدم للاعتكاف.. وكانت المآذن، تُضاء بالأنوار، عند الغروب، في رمضان، وتظل مُضاءة حتى طلوع الفجر، ثم تُطفأ، إيذانا ببدء يوم جديد، من أيام الصيام(55.. لقد منح اهتمام المُسلمين بتصميم المآذن، وهندستها، بُعدًا روحانيا لها، تميّز بالخُلق الرفيع والأصالة(56)، حيث أخذ المعماري المسلم علي عاتقه، "ضرورة تطوير أشكال المآذن، من خلال إدخال التحسينات المُناسبة، فنيا وهندسيا، بما يلائم فكرة التسامي بالنفس، إلي رحاب السماء، وذلك من خلال رؤية بصرية، أرادها المعماري للمُشاهدة، حيث أن العين تقرأ دائما المئذنة، من أسفل إلي أعلي(57)، وفي هذا تعبير واضح علي أنها تُمثل معبرًا، للاندفاع والانطلاق، من الواقع الأرضي، إلى السماء، وقد زاد من تأكيد هذا المعني، تعهّد المعماري بالتخفيف من تأثير مادة البناء الأساسية، (الحجارة الآجر)، كلما ارتفع البناء، وذلك من خلال استعمال نِسب أرق، وزخارف أدق، لتحقيق التأثير المطلوب، في نفس المُشاهد(58) 
  ثالثا: للمآذن والقباب قيمة فنية وجمالية سامية، كونها توطّد العلاقة بين الحواس قاطبة، التي هي بطبعها مجبولة(59)على حب الجمال، وكذا تعمل علي كسر جمود المبني الكبير، في بيت الصلاة(60)، والتخفيف من حِدة الكتل الضخمة الصامتة. 
  رابعا: تؤدّي القباب، بشكل خاص، دورًا حيوياً، في إيصال الإنارة الطبيعية، إلى قلب بيت الصلاة، عن طريق أشعة الشمس، التي تتغلغل عبر النوافذ الكثيرة، المُحيطة برقبة القبة(61).. وإلى جانب الإنارة، فإن للقباب وظيفة هامة أُخرى، هي المُساهمة بشكل فاعل، في جعل هواء بيت الصلاة صِحياً، ومُتجددًا بشكل دائم، حيث ثبت علمياً أن وجود القبة، فوق بيت الصلاة بالمسجد، يعمل على سحب الهواء الساخن، الذي يرتفع إلى أعلى، فيخرج من النوافذ المُطلّة على الناحية المُشمسة، أما النوافذ التي في الناحية الظليلة، فيدخل منها الهواء البارد المُنعش، مما يفسح المجال أمام التيّارات الهوائية الصحية الصافية، للتردد علي جنبات المسجد، طاردة الهواء الفاسد(62)إلي الخارج.. يُضاف إلى ذلك أيضاً، أن تصميم القبة له أثر كبير، في توصيل صوت الإمام، إلى كافة المُصليين، في جنبات المسجد، حيث تبيّن أنها تعمل على تضخيم(63)الصوت العادي، وإمكانية سماعه
 بوضوح، في الصفوف الخلفية.

  خامسا: كما أن القبة تُشكل بُعدًا روحانيا، كونها ترمز إلى الكون(64)، باتساع أُفقه، واستدارة هيئته.. وحول التكامل الرمزي والروحي، بين القبة والمئذنة، قيل" أن القبة كون صغير مُقفل، جاءت المئذنة لتعيد صلة هذا الكون بالسماء"(65). 
 اسطنبول مدينة المآذن والقباب 
 وتُعد مدينة اسطنبول التركية، أحد أهم وأكبر المُدن في العالم الإسلامي، التي تزخر بالمآذن والقباب التاريخية، إن لم تكن أكبرها وأهمها علي الإطلاق، حيث أُحصي فيها ما يُقارب ال 1000 مسجد(66)، في الوقت الحاضر، لا يخلو أي منها، من مئذنة وقبة، أو أكثر.. وكان المؤرخ صولان زادة (ت 1657م)، قد أشار في كتابه الموسوم (وصف القسطنطينية)، والذي يُعرف أيضا ب (تاريخ صولان زادة)، إلى أن المدينة في القرن السابع عشر الميلادي، كانت تُشَاهد في الأفق عبارة عن غابة من المآذن والقباب، وأنه طبقا للإحصاء الرسمي العثماني، الخاص بحصر المُنشآت العامة والخاصة، فإن المدينة وأرباعها كان بها " من جوامع السلاطين الكبرى 74 جامعا، ومن جوامع الوزراء الكبرى 1، 985جامعا، والجوامع الأُخرى في أرباع المدينة 6، 990جامعا "(67).

 ومن أشهر المآذن والقباب التاريخية، التي مازالت تُزيّن جوامع ومساجد اسطنبول، مآذن وقباب جامع السليمانية، والمسجد الأزرق، جامع أيا صوفيا، ومسجد السلطان محمد الفاتح، ومسجد السلطان بايزيد، وجامع شاه زاده.

  11: جامع السليمانية
 وهو الأشهر، بين جوامع ومساجد اسطنبول، ويُنسب إلى السلطان سليمان الأول (سليمان القانوني) (68)، الذي كلّف المعماري الشهير سنان باشا(69)، بتصميمه وهندسته، والإشراف على تشييده، بدءًا من عام 1550م، واستمر العمل فيه، بمُشاركة آلاف العمال، قُرابة السنوات السبع، حيث تم افتتاحه عام 1557م / 965ه.

 وفي وصفه، يقول المؤرّخ العثماني، أوليا جلبي، وهو من مؤرّخي القرن السابع عشر: " إن لفناء الجامع ثلاثة أبواب، لها ثلاث درجات من السلم، للصعود والنزول، وهو مبلّط بالرخام الأبيض، وناعم سهل كالسجِّاد، وفوق شبابيك هذا الفناء، من كل جانب، نصوص من القرآن الكريم، منقوشة بالخط الأبيض، على بلاط القيشاني الأزرق، والباب المواجه للقبلة، أي الباب الشمالي، أكبر أبواب الجامع جميعا، إنه من المرمر، وليس له نظير علي وجه الأرض، في جماله، وفي المهارة الفنية، التي تتجلي في طريقه نحته وزخرفته، وفي الجانب العلوي منه، ثمة أزهار منحوتة ومزخرفة، وأغصان مُشجّرة محفورة، تتشابك بعضها ببعض بمهارة، وعلى جانبي هذا الباب، مبانٍ في علو أربعة طوابق، تحتوي على حُجرات لسكن المؤذنين، والفراشين، وعلي مدخله اسطوانة ضخمة، من الرخام المصري البراق الأحمر، التي لا نظير لضخامتها، وروعة بريقها، وعلي قواعد العواميد، المنصوبة في أربعة جهات هذا الفناء، لوحات من النحاس، نقشت فيها تواريخ الأحداث الجديرة بالذكر"، كالحرائق الكبرى، والزلازل والثورات والفتن(70)، وتُقدّر مساحة رواق الصلاة، أو صحن الجامع الداخلي ب 63 مترًا (عرضا) × 69متر (طولاً)، وهي ذات المساحة تقريبًا، التي يمتد عليها الحرم الخارجي(71)، والذي يتسع لنحو خمسة آلاف مصل(72)، وبالجامع نحو 4 آلاف من القناديل الزجاجية الأثرية، و138 نافذة كبيرة وصغيرة، مُتباينة الأشكال والأبعاد، وللجامع مُلحقات معمارية، تشتمل علي 18 مبني، ما بين مدارس (عددها 4مدارس: مدرسة طبية، ومدرسة للقائم مقامين، ومدرسة دينية للعلوم الشرعية، ومدرسة ابتدائية)، ومستشفى، ومطعم للفُقراء، ودار ضيافة، وحمّام، وسبيل ماء(73)ونحوها، من المباني المُقامة علي ربوة، تُطِل علي مضيق القرن الذهبي(74).. وهذا المجمع الكبير من المباني، مُحاط بسور ضخم له 11بابا(75).

 وفي حديثه، حول عبقرية الفن المعماري، في جامع السليمانية، يقول المؤرخ روبير مانتران، إنه بكل تأكيد، هو الأروع والأجمل، بين كل مساجد وجوامع مدينة اسطنبول(76)، " انه يبدو مُفعما بالوضوح، وببساطة تحجب علما عميقا، وتتطابق ترتيباته الداخلية، تطابقا وثيقا، مع تراكيب الجهاز الداخلي، الأكبر بكثير مما في أيا صوفيا ".. ويُضيف برنارد لويس " إن جامع السليمانية، الذي شُيّد بعد قرن، من فتح اسطنبول، يُصوّر هيكل بنائه، وطريقة زخرفته، مدي التأثر بينابيع التقليد الإسلامي الأولى، وأصالة حياته الدينية والجمالية في جوهرها، وتميزها في آن واحد " (77).

 12: مآذن وقباب جامع السليمانية
 أما المآذن والقباب، في جامع السليمانية، فحدث عنها ولا حرج، فهي من الجمال أروعه، ومن التنظيم والتصميم الهندسي أبدعه.. المآذن مُضلّعة(78)، وعددها أربعة، موزّعة علي أركان الجامع، المئذنتان الأماميتان، أقل طولاً، وبكل منهما شرفتان(79)، والخلفيتان أعلى طولاً (74م)، لكُل منهما ثلاث شرفات(80)، يُصعد إلى أقصاها علوًا، بواسطة دُرج من 200 درجة، ولعدد المآذن، والشرفات، مدلولاً ترمز إليه، حيث أن عدد المآذن، يرمز إلى ترتيب السلطان سليمان القانوني، بين السلاطين العثمانيين، بعد فتح القسطنطينية، بينما عدد الشُرفات العشر، في المآذن الأربعة مُجتمعة، يُشير إلى ترتيبه بين سلاطين الدول العثمانية، منذ إنشائها(81).. وتجتمع في هذه المآذن، كُل الخصائص الهندسة والفنية، التي ينفرد بها الطراز العثماني(82)، وتبدو البصمات الإبداعية المعمارية، لدى سنان باشا، حيث نجح بشكل رائع، في التوفيق والتنسيق، بين مقاييس أجزاء هذه المآذن، وتكويناتها المعمارية(83).

 أما قباب السليمانية، فعددها ثمانية وعشرين قبة، أكبرها القبة المركزية، التي تقع فوق وسط بيت الصلاة، وهي تستند على أربعة أعمدة ضخمة، تأخذ هيئة أقدام الفيل(84)، مُتمركزة قُرب الجدران، طول كل قطر فيها نحو 7، 5م، بينما وزن العمود الواحد نحو 6 طنا، وترتفع عن مستوى سطح الأرض بنحو 53 مترًا.. وهذه القبة، التي يصل مُحيطها الاسطواني إلى نحو 27، 25 متر(85)، تحتوي على 32 نافذة، بأقواس مستديرة(86)، لتمرير الضوء، إلى رواق الصلاة، وقد أشرف على تصميم هذه النوافذ، كبير حرفي المهنة، ويُدعى سرحوس إبراهيم(87)، ولزيادة اتساعها من ناحية المدخل، أُضيف لها نصف قبة، بارتفاع 40 مترًا(88)، ولمزيد من التوسعة، أُضيف للمنطقة حول القبة المركزية، حنيات ركنية إضافية، على جوانبها أُنشئت خمس قباب، تعمّد سنان باشا، أن يقضي على الرتابة في تصميمها، فلم يجعلها مُتماثلة، بل ابتكر أُسلوب هندسي جذاب، غير مألوف، يتلخّص في التبادل بين قبة صغيرة، وأُخري أكبر منها، حسب المساحة التي تُغطّيها القبة(89)، لتنعكس عليها الأضواء، فتعطي منظرًا بديعا.. ومن الداخل، فإن القباب لا تُخطئها العين، لجمال نقوشها، وبديع خطوطها، التي صنعها أحد أشهر الخطاطين، في التاريخ العثماني، وهو أحمد سمستين، وتلميذه حسن شلبي(90).

  21: مسجد السلطان أحمد (المسجد الأزرق)
 وهو ينافس السليمانية، روعة وجمالاً، ويُنسب إلي السلطان أحمد الأول (1603 1617م) (91) الذي تولى الخلافة العثمانية، عقب وفاة مراد الثالث، أما سبب معرفة البعض له باسم المسجد الأزرق، فذلك لكونه يبدو للناظرين غارقا في الزرقة من الداخل(92)، نتيجة انعكاس الأضواء على جُدرانه، وكان المعماري محمد أغا بن عبد المؤمن(93)، هو الذي وضع تصميماته، وأشرف على هندسته، وتشييده بدءًا من العام 1018ه / 1609م، وقد استمر العمل فيه، طيلة سبع سنين، حيث أُفتتح عام 1024ه / 1616م(94)، أي قُبيل وفاة السلطان بعام واحد. 
 وهو يقع إلى الجنوب، من مسجد أيا صوفيا، شرقي ميدان السباق البيزنطي القديم، ويُحاط المسجد بسور من ثلاث جهات، وفي السور خمسة أبواب، ثلاثة منها تؤدي إلى فناء المسجد، الأوسط أوسعها، وهو من البرونز، واثنان يؤديان إلى قاعة الصلاة، لهما عتبات رخامية مرمرية.. وثمة مكان فسيح للوضوء (ميضأة) (95)، يُطل على الفناء الكبير، محمول على ستة أعمدة رخامية،
مُزخرفة بنقوش غاية في الروعة. 

 أما في الداخل، فإن المسجد يأخذ شكلاً مستطيلاً، أقرب إلى التربيع، حيث يصل طول ضلعه الأكبر 72 مترًا، بينما طول الضلع الأصغر 64 مترًا، وقد غُطِّيت الجدران ب 21043 قطعة من البلاط الخزفي اللمَّاع، التي تم توزيعها ضمن أكثر من خمسين تصميما(96)، منها تصاميم زهور التوليب، والقرنفل، والفروع النباتية.. ويُحيط بالمسجد، مجموعة من الأبنية المُلحقة، منها مدرسة للتعليم الابتدائي، ومستشفى كبير، ودار للمرق(الطعام)، وسبيل ماء، ومحلاّت تُدِر ربحا، يُستغل في الصرف على شئون المسجد(97). 
  22: مآذن وقباب مسجد السلطان أحمد
 وينفرد مسجد السلطان أحمد، بأنه الأكثر احتواء للمآذن، في عموم الديار التركية، حيث يوجد به ست مآذن، وتروي كتب التاريخ، أن السلطان أحمد، كان قد تعرّض للنقد، من قِبل كثير من العلماء، بسبب هذه المآذن الست؛ لأن في ذلك تشبيه(98)بعدد المآذن، في المسجد الحرام بمكة المكرمة، وقد تدارك السلطان أحمد هذا الانتقاد، حين أسرع بتمويل بناء مئذنة سابعة، في المسجد الحرام، حتى يحتفظ بتفرده وعلو شأنه، وزاد في التمويل، فأمر بكساء الكعبة، بصفائح من ذهب، وركّب على سطح الكعبة ميزابا من ذهب، وأحاط أعمدة الحرم، بحلقات مُذهّبة، وأنفق على ترميم جميع قباب المسجد الحرام، وعددها آنذاك 260 قبة(99
 ومآذن مسجد السلطان أحمد، توزع على النحو التالي
 أربعة في زوايا قاعة الصلاة، بمُعدّل مئذنة لكل زاوية،
 وثمة شرفات ثلاث لكل مئذنة(100
). 

 اثنتان في زاويتي صحن المسجد، لكُل واحدة شرفتان فقط(101).

 وكغيرها من مآذن الطراز العثماني، ذات القِمّة المخروطية، فإن مآذن مسجد السلطان أحمد، تعلو في الفضاء، علي هيئة سهم صاعد، أو قلم رصاص مبري جيدًا(102
 أما عن قباب المسجد، ففي الوسط، ثمة قبة كبيرة، يصل قُطرها إلى نحو 33، 5 مترًا، وترتفع إلى نحو 43مترًا(103)، وتتكئ على أربع أكتاف ضخمة(104)، من الجرانيت، على هيئة أرجل الفيل، ولهذه الأكتاف تيجان من الرخام، تزخرفها مقرنصات(105)، ويصل قطر الكتف الواحد منها، نحو خمسة أمتار، وهي تلتف حول جُدران المسجد.. وهذه القبة الضخمة والفخمة، مُحاطة بأربع قباب نصفية، تضفي على داخل رواق الصلاة، إحساسا بالانطلاق والانسيابية والرحابة(106
 إضافة إلى عشرات القباب الصغيرة، التي تُغطّي سطح المسجد، بكُل منها نوافذ، تسمح بالتهوية والإضاءة، مجموعها 260 نافذة(107)، مُحلاة بالزُجاج الملون، تم تصميمها ضمن عُقد متكامل(108)، وموزّعة على خمس صفوف من البوائك، محمولة علي 26 عمودًا من الجرانيت(109)، وهي تُزيد من جمال عمارة المسجد، وبديع هندسته.

 31: جامع أيا صوفيا
 وهو في الأصل كان كاتدرائية، بُنيت في عهد الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول، بين عامي 532 و 537 م، وقد شارك في تصميمها، وهندسة بنائها، عدد من كبار المهندسين المعماريين، الذين تم استدعائهم من روما، والإسكندرية.. وكانت الكاتدرائية، قد تعرّضت، غير مرَّة، لانهيار بعض أجزاء منها، بفعل هزّات أرضية عنيفة، ضربت منطقة القرن الذهبي، منها زلزال وقع عام 558م، تضررت منه القبة الأصلية، فتم هدمها، وبناء قبة أخرى مكانها(110). 
 والهيكل الإنشائي، لأيا صوفيا، مُستطيل الشكل، يبلغ طوله 76 متر، من الشرق إلى الغرب، وعرضه 72 متر، من الشمال إلى الجنوب(111)، وفي داخل المبني ثمة ممرات معقودة، بارتفاع طابقين، تُحيط بالصحن الرئيسي، مُزيّنة بزخارف جميلة من الفسيفساء(112).

 وعندما فُتحت القسطنطينية، على يد القائد محمد الفاتح(113)، حوِّلت الكاتدرائية إلى مسجد، وكان ذلك تحديدًا، عام 857 ه / 1453م(114)، بعد أن أُدِخلت إصلاحات وترميمات، على بعض أجزائها المُتهالكة، خاصة قبتها الشهيرة، والأبواب(115)، وكذا المباني المُلحقة، والدهاليز، التي لم يكن بالإمكان تمييز حوائطها، أو النقوش والكتابات والرسوم الموجودة عليها، حتى وقت الظهيرة(116)، نظرًا لعدم وجود نوافذ كافية.
 وفي وصفه، لمسجد آيا صوفيا، يقول المؤرّخ سليمان بن خليل بن بطرس جاويش، في كتابه الموسوم (التحفة السنية في تاريخ القسطنطينية)، إنه مبني عظيم، طوله مائتان وتسع وستون قدما، وعرضه مائتان وثلاثة وأربعون قدما، أبوابه من نحاس أصفر منقوش(117)، وفي داخله مائة وسبعون عمودًا جميلاً، من الحجر السِّماقي والرخام، علي كل منها تاج، قد ذاغ عن أصله الهندسي، لكثرة ما حصل فيه من تغيير، وثمة ممشى يُصعَد عليه بسلالم حلزونية عجيبة، وفوق المنبر، مرفوع سنجق السلطان محمد الفاتح(118). 
  32: مآذن وقباب جامع آيا صوفيا
 ولجامع آيا صوفيا، أربعة مآذن، يعود البدء في تشييدها، إلى أواخر عصر محمد الفاتح، اثنتان على طرفي واجهة القبلة(119)، واثنتان إلى الخلف، ولا تزال هذه المآذن الأربعة، تحتفظ بجمال تصميمها وروعة هندستها(120).

 أما القباب، فيأتي على رأسها القبة المركزية، التي تقع فوق وسط المبني، ويعود تاريخها إلى ما قبل تحوّل آيا صوفيا لمسجد، وهي تعلو عن سطح الأرض، بنحو 56 مترًا، أما قطرها نحو31 مترًا، أي أقل بقليل عن قُطر القبة المركزية، في مسجد السلطان أحمد(121).. وإلى شرقها وغربها، ثمة نصفي قبتين، بينما من جهتيها الشمالية والجنوبية، ثمة قوسين مقوصرين(122)، ممدودين على منصّتين ضخمتين، وتطوقان لوحة جبهة(123)تخترقها نوافذ، وهي ترتكز على قاعدة مُربّعة، تحمل عقودًا مُنفرجة، هي الغاية في المتانة، ورشاقة الهيئة، في نفس الوقت(124). 
  41: مسجد السلطان محمد الفاتح (مسجد المحمدية)
 وهو من أقدم مساجد اسطنبول، حيث يعود تاريخه، إلي بداية فتح المدينة، وكان محمد الفاتح، قد كلَّف بتصميمه وهندسته، المعماري سنان(125)، واستغرق تشييده، الفترة ما بين عامي867 873ه / 1463 1470م.. وإثر زلزال، تعرضت له المدينة، عام 1766م، تضرر المسجد بشكل كبير، فأُعيد بناؤه في العام التالي(126)، بتكليف من السلطان مراد الثالث.. وتزدان جُدرانه بالكتابات، التي ما تزال واضحة بشكل دقيق(127)، وتتعدد الأروقة.. وفي تشييد الأعمدة، ودعامات التحميل الداخلية، استُخدِمت عناصر وخامات عديدة، منها الجرانيت، والرخام الأحمر والأخضر، مما أثرى تعدد ألوان الرخام، وصنجات العقود، وأضاف بُعدًا جماليا رائعا، ولم يقتصر دور المسجد على أداء الصلوات الخمس، والاحتفال بالمناسبات الدينية وكفى، بل كان في وقت من الأوقات أحد أبرز المراكز التعليمية، ليس في مدينة اسطنبول وحدها، ولكن أيضا في عموم الإمبراطورية العثمانية.

 50: مآذن وقباب مسجد السلطان محمد الفاتح (مسجد المحمدية)
 ولا يُعرف تحديدًا المواصفات الفنية والهندسية، للمآذن والقباب الأصلية، في مسجد السلطان محمد الفاتح، كونها قد هُدِمت، إثر الزلزال الذي أشرنا إليه سلفا، وإن كانت بعض المصادر التأريخية، تُشير إليها باعتبارها أحد إبداعات المعماري الشهير سنان، التي لا تختلف كثيرًا عن إبداعاته الأخرى، وإن كانت الإشارة قد ركّزت علي القبة الرئيسية، التي نُعِتت بأنها كانت الأكبر بين قباب مساجد اسطنبول قاطبة، في تلك الفترة.
 أما المآذن والقباب الموجودة الآن، والتي يعود تاريخ إنشائها إلى عهد السلطان مراد الثالث، فهي مئذنتان متشابهتان(128)، على هيئة مخروط، يضيق شيئا فشيئا، كُلَّما ارتفع، حتى يصل إلى الشُرفة الأولى، ثم يرتفع على نفس الطريقة، إلى الشُرفة التالية، ثم يصعد كالسهم، المنطلق نحو السماء.. وثمة قبة مركزية كبيرة، تتوسط سطح المسجد، بقُطر 26 مترًا، مُحاطة بأنصاف أربعة قباب(129)، وتحملها أربعة من الأعمدة الرخامية(130)، التي يتوزع عليها ثقل القبة، وأنصافها.

  51: مسجد السلطان بايزيد الثاني
 وكان السلطان بايزيد الثاني(131)، وهو ابن السلطان محمد الفاتح، قد كلّف المهندس خير الدين يعقوب شاه ابن سلطان شاه، بإنشاء مسجدًا كبيرًا(132)، يحمل اسمه، وعلى مدى نحو خمس سنوات، من سنة 886 إلى 890ه، الموافق 1501 إلى 1505م (133)، تم تشييد المسجد، والذي يُصنّف على رأس قائمة مساجد السلاطين الكبرى، التي لم تُغيِّر الترميمات والإصلاحات ملامحه الأصلية (134)، ومن أبرز سٍماته الفنية، كثرة استخدام المقرنصات، في تيجان الأعمدة(135)، وتناوب ألوان الرخام في عقودها، أما أبرز سِماته التصميمية والهندسية، فتتمثل في اتساع رواقه الأوسط(136)، الذي يمتد على جانبيه المزيد من الأروقة.. وتأخذ قاعدة الصلاة، وفِناء النافورة المكشوف، هيئة مُربعين مُتساويين(137)، وتشتمل قاعة الصلاة على وحِدة مركزية، تتصل بها، من الشمال والجنوب، وحدتان يُقارب كل منهما مساحة الوحدة المركزية، بينما يمتد من الشرق إلى الغرب جناحان(138)، ويُحيط بالفناء أربع وعشرون باكية.. وللمسجد ثلاثة مداخل رئيسية، في مُنتصف كل ضلع من الأضلاع الثلاثة.. وتقع النافورة، عند تقاطع المحورين المارين بمُنتصف المدخل(139). 
  5 2: مآذن وقباب مسجد بايزيد الثاني
 ولمسجد بايزيد الثاني، مئذنتان أسطوانيتان، متساويتان في الحجم، ومتماثلتان في الشكل، يتخلل كُل مئذنة شُرفة واحدة، تنتهي بشكل مخروطي، يضرب في الجو، وكأنه قلم رصاص مسنون، والمئذنتان في هيئتهما التصميمية، أقرب إلى طراز المآذن السلجوقية(140).. وتُشكّل المسافة ما بين المحراب والمئذنة اليمينية، والمحراب والمئذنة الشمالية، مُثلثا مُتساوي الساقين(141). 
 أما القباب، التي جاء التباين بين كُتلها الثقيلة، ليُشكّل بُعدًا جمالياً إضافياً، وتناسقاً هندسياً رائعاً، فهي قبة رئيسية، تُغطّي صحن المسجد، وتستند إلى خناصر مُتدلية، تقوم فوق أربعة دعائم، يتوسّط كل اثنين منها، عمودان من حجر اليورفير، وعلى جانبي القبة الرئيسية، نصفا قبتين(142)، إضافة إلى أربعة قباب أصغر حجماً، تمتد شرقاً وغرباً، فوق الجناحين، وعدد من القباب الكروية(143)، تنتشر على الأطراف المُحيطة بفناء النافورة المكشوف.

  61: مسجد شاه زادة
 وهو أول بناء كبير، يُكلّف بإنشائه المهندس سنان(144)، من قِبل السلطان سليمان القانوني، تخليدًا لذكرى ابنه البكر، شاه زادة محمد، الذي توفّي ولم يتجاوز الحادي والعشرين ربيعا، وقد استغرقت عمليات الإنشاءات، نحو أربعة سنوات، وانتهي البناء سنة 955ه / 1458م، وكسابقه فإن هذا المسجد يتكوّن من مُربعين متكاملين مُتماثلين، أحدهما مكشوف (الصحن الخارجي)، تتوسطه ميضأه، ثمانية الزوايا، والآخر مسقوف، وهو قاعة الصلاة (الصحن الداخلي) (145)، وتظهر حوائط المسجد، من الخارج، وكأن الواحدة منها، تلي التي في خلفها، وترتكز علي قمتها، حتى لتبدو هيئة المسجد، وكأنها هرم مُدرّج، وظهرت بهذه الإنشاءات الضخمة القوية، كأسلوب أكثر تطوّرًا.. وثمة مجموعة من المباني المُلحقة بالمسجد، من بينها مدرسة، ومطعم خيري، ودار لرعاية الأيتام، وسبيل ماء، وغيرها.

  26: مآذن وقباب مسجد شاه زادة 
 وثمة مئذنتان للمسجد، عند ركنيه المجاورين للصحن، تتقدمان واجهة مِظلّة القبلة، من الخارج، وترتفع كل واحدة بمقدار 41، 5 مترًا، ولكل منها مُطوَّفان للمؤذِّن، وقد أضفي المهندس سنان عليها، قدرًا كبيرًا من الوضوح، في الزخرفة، والتفاصيل المعمارية(146)، يقول روبير مانتران " تؤدِّي الرشاقة، التي لا نظير لها حتى الآن، في المئذنتين، المزوّدتين بشُرفتين، والنوافذ العديدة، والأروقة الجانبية الطويلة، التي تُشكِّل زخرفة زاهية، إلي الحيلولة دون أن يُصبح هذا الأثر المعماري الصلب، ثقيل الوقع "(147).

 ويُغطّي الصحن الرئيسي الأوسط قبة، قُطرها نحو 18، 5 مترًا(148)، وأربعة أنصاف قباب، في أركانها الأربعة(149).. وتستند هذه المنظومة كلها، على دعامات مُثمَّنة الأضلاع، عند قعدتها(150)، وأسطوانية ومضلّعة، في أجزائها الأعلى، وعلى أربعة أقواس كبيرة، تُنظّم مجالاً داخليا، يتميز بتفاصيل راسخة ومحددة، أما الأحجام الخارجية، المُترابطة بشكل يثير الإعجاب، فهي تؤلِّف كُلاً متماسكا.. إضافة إلي ستة عشر قبة، تعلو الأروقة، والأبراج الأسطوانية، للزوايا(151)، والتي تتمثل وظيفتها في موازنة سطوة الأقواس.

 خاتمة
يتبـــع
محمد العابد
محمد العابد
صاحب الموقع
صاحب الموقع

التعارف : آحلي منتدي
الجنسيه : مصر
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 5711
تاريخ التسجيل : 19/09/2016
العمر : 70
الموقع : http://sanko.alhamuntada.com/forum

http://sanko.alhamuntada.com/forum

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

عمارة الماذن والقباب التاريخية في المساجد اسطنبول Empty رد: عمارة الماذن والقباب التاريخية في المساجد اسطنبول

مُساهمة من طرف محمد العابد الخميس أغسطس 10, 2017 4:32 pm

 خاتمة
يتبـــع

عمارة الماذن والقباب التاريخية في المساجد اسطنبول 2060171198




 إن تصميم وهندسة المآذن والقباب، من أهم الفنون، التي ارتبطت ارتباطا وثيقا بالعمارة الإسلامية، وبخاصة عمارة المساجد.. وقد شهدت المزيد من التطوير والإبداع، علي أيدي طائفة كبيرة من المعماريين المسلمين، إبان العصر الوسيط، حتى صارت تُصنَّف ضمن طُرز مُتعددة، أقدمها الطراز الأموي، وأحدثها الطراز العثماني، وهذا الأخير تجسّد، بكُل مُقوّماته وخصائصه الفنية والهندسية، في المآذن والقباب التاريخية، التي تزدان بها المساجد الكبرى،
 في مدينة اسطنبول التركية
..  



الهوامش
(1) مؤنس، د. حسين: المساجد ص114 سلسلة عالم المعرفة العدد37 المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويت يناير1981م.
(2) الموسوعة الحرة (ويكيميديا) ج 4 حرف الميم ص224.
(3) سالم، د. عبد الله نجيب: تاريخ المساجد الشهيرة ص189 القاهرة بدون تاريخ.
(4) عكاشة، د. ثروت: القيم الجمالية في العمارة الإسلامية ص128 الطبعة الأولى دار الشروق القاهرة 1414ه / 1994م.
(5) مؤنس: سابق ص113.
(6) نقلاً عن / مؤنس: سابق ص 114.
(7) نفسه ص114.
( هو صارم الدين إبراهيم بن محمد بن ايدمر العلائي، من أشهر مؤلفاته (الجوهر الثمين
في سيرة الخلفاء والملوك والسلاطين)
(9) هو تقي الدين أحمد بن علي بن عبد القادر بن محمد، من أشهر مؤلفاته (المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار) و
(السلوك لمعرفة دول الملوك)

(10) هو مسلمة بن مخلد بن الصامت الأنصاري الخزرجي، توفي بالإسكندرية، في شهر ذو القعدة، سنة62ه
(11) مؤنس: سابق ص 114.
(12) غالب، د. عبد الرحيم موسوعة العمارة الإسلامية ص309 الطبعة الأولى بيروت 1988م.
(13) عكاشة: سابق ص 128.
(14) نفسه ص 128.
(15) سالم: سابق ص 185.
(16) مؤنس: سابق ص 114.
(17) سالم: سابق ص 185.
(18) نفسه ص 186.
(19) نفسه ص 186.
l(20) البدوي، د. مصطفى حسن: لطائف الإشارات في أسرار المآذن والمنارات ص 23 الوابل الصيب للإنتاج والتوزيع والنشر الطبعة الأولى القاهرة 1429ه / 2008م.
  (21) سالم: سابق ص 184. والبدوي: سابق ص 23. 
 (22) البدوي: سابق ص 23 
  (23) سالم: سابق ص 184. والبدوي: سابق ص 23. 
 (24) عثمان، د. محمد عبد الفتاح (وآخرون): موسوعة الشروق المجلد الأول باب فنون ملونة المساجد ص 212 الناشر دار الشروق القاهرة 1994م. والبدوي: سابق ص 23.
  (25) سالم: سابق ص 184. وعثمان: سابق باب فنون ملونة ص 212.
  (26) عثمان: سابق باب فنون ملونة ص 212.
  (27) شاخت، جوزيف (وآخر): تراث الإسلام ترجمة د. محمد زهير السمنهوري (وآخرون) الجزء الأول ص 314 سلسلة عالم المعرفة العدد 8 المجلس الوطني للثقافة
والفنون والآداب الكويت 1985م. 

  (28) عثمان: سابق ص 212.
 (29) مؤنس: سابق ص 118. وسالم: سابق ص 184.
 (30) البدوي: سابق ص 23.
  (31) نفسه ص 22. 
  (32) مؤنس: سابق ص 117. 
  (33) سالم: سابق ص 185. 
  (34) نفسه ص 185. 
  (35) نفسه ص 185.
  (36) عكاشة: سابق ص 116.
  (37) الموسوعة الحرة ج 4 حرف القاف ص 391.
  (38) نفسه ص 391. 
 (39) نفسه ص 392. 
  (40) نفسه ص 392. 
  (41) لوبون، غوستاف: حضارة العرب ص 530 ترجمة / عادل زعيتر مطابع عيسى البابي الحلبي وشركاه القاهرة 1969 م.
  (42) الموسوعة الحرة سابق ص 392. 
  (43) نفسه ص 392. 
  (44) نفسه ص 392. 
  (45) لوبون: سابق ص 527.
  (46) نفسه ص 528. 
  (47) مانتران، روبير: تاريخ الدولة العثمانية ترجمة بشير السباعي الجزء الثاني ص 377 دار الفكر للدراسات والنشر والتوزيع الطبعة الأولى القاهرة 1993م. 
  (48) الموسوعة العربية العالمية الجزء الأول حرف الباء بانثيون ص 111 الرياض 1424 ه.
  (49) الموسوعة الحرة سابق ص 393.
  (50) نفسه ص 393. 
  (51) سالم: سابق ص 222.
  (52) الموسوعة العربية العالمية حرف القاف قبة. 
  (53) نفسه حرف القاف قبة. 
  (54) سالم: سابق ص 189. 
 (55) وزيري، د. م. يحيى: العمارة الإسلامية والبيئة (الروافد التي شكّلت التعمير الإسلامي) ص 144 سلسلة عالم المعرفة العدد 304 المجلس الوطني للثقافة
 والفنون والآداب الكويت يونيو 2004 م
 (56) غالب: سابق ص 232. 
 (57) حمودة، يحيى مصطفى: التشكيل المعماري ص 56 دار المعارف القاهرة 1972م.
  (58) نصرة، محمد علي: جماليات الكتابات العربية في العمارة الإسلامية ص 106 (رسالة دكتوراه) جامعة حلوان كلية التربية الفنية قسم التصميمات والزخرفة القاهرة 2001 م.
  (59) البدوي: سابق ص 41.
 60) سالم: سابق ص 224.
  (61) نفسه ص 224. 
  (62) نفسه ص 224.
  (63) نفسه ص 225.
  (64) نصرة: سابق ص 103. وعكاشة: سابق ص 339. 
 (65) عكاشة: سابق ص 339.
  (66) الموسوعة العربية العالمية حرف الألف إسطنبول. 
  (67) لويس، برنارد: إسطنبول وحضارة الخلافة الإسلامية ترجمة د. سيد رضوان علي ص 146 الدار السعودية للنشر والتوزيع الطبعة الثانية جدة 1404 ه / 1982 م. 
 (68) هو السلطان سليمان الأول، الملقب بالقانوني، ولد عام 1495م، وهو ابن السلطان سليم الأول، ابن السلطان بايزيد الثاني، وترتيبه العاشر، بين سلاطين آل عثمان.. وهو أحد أشهر السلاطين العثمانيين، حكم الإمبراطورية العثمانية، لمُدة 46 عاما، بدءًا من عام 
  1520م، وفي عهده ازدهرت الكثير من المجالات، العلمية، والمعمارية، والعسكرية.. شُهِد له بالعدل والتقوى والورع، نسخ القرآن الكريم بخط يده 8 مرات، قاد بنفسه 13 حملة عسكرية، منها عشر حملات في أوروبا، وثلاثة في أسيا.. تضاعفت في عهده، مساحة الإمبراطورية العثمانية، حيث امتدت إلي شمال إفريقيا، والمجر، وفيينا وبلغراد.. اشتهر بقوانينه، وتنظيماته، التي حملت اسم (قانون نامة / سلطان سليمان)، أي دستور السلطان سليمان، وظلت هذه القوانين مُطبّقة، حتى القرن التاسع عشر الميلادي.. عُرِف لدى الأتراك بلقب سليمان القانوني، وعند الأوروبيين بسليمان العظيم.. مات أثناء حصار مدينة سيكتوار، بالمجر، في 5 سبتمبر 1566م. 
 (69) هو سنان أغا (1489 1588م)، أشهر معماري العهد العثماني، بل من أشهر معماري الحضارة الإسلامية قاطبة.. قال عنه ه. كلوك، العالم النمساوي، وأستاذ تاريخ العمارة في جامعة فيينا، " إن سنان يتفوق فنيا علي مايكل أنجلو، صاحب أكبر اسم فنِّي في تاريخ الحضارة الأوروبية ".. واعترافا بإنجازاته، أُطلِق اسمه علي أكاديمية الفنون في اسطنبول، بدءًا من العام 1982م (في الذكرى المئوية لتأسيسها).. أُحصيت المُنشآت، التي صممها، في عموم الإمبراطورية العثمانية، فكانت 364 مبني، من بينها جامع شاه زادة، وجامع السليمانية في اسطنبول، وجامع السليمية بأدرنة.. من أشهر تلاميذه المعمار يوسف، الذي استدعاه بابو شاه، إلي الهند، فبني في دلهي، العديد من المُنشآت التاريخية.

 (70) لويس: سابق ص 140.
 (71) موقع إسلام أون لاين، على شبكة الإنترنت. 
  (72) سالم: سابق ص 152.
  (73) نفسه ص 155. 
  (74) هو مضيق البوسفور. 
  (75) سالم: سابق ص 155.
  (76) مانتران: سابق ص 383. 
  (77) لويس: سابق ص 138.
  (78) مانتران: سابق ص 384.
  (79) موقع إسلام أون لاين سابق. وسالم: سابق ص 154. ولويس: سابق ص 139. 
  (80) سالم: سابق 154.
  (81) لويس: سابق ص 139. وسالم: سابق ص 154.
  (82) مانتران: سابق ص 383.
  (83) عكاشة: سابق ص 339.
  (84) سالم: سابق ص 153. 
  (85) نفسه ص 153.
  (87) سالم: سابق ص 153. 
 (88) مؤنس، د. حسين: موسوعة عالم الإسلام ص 321 الزهراء للإعلام العربي القاهرة يناير 1973 م. 
 (89) موقع الإسلام أون لاين سابق.
 (90) سالم: سابق ص 154.
  (91) تولّي الحكم، بعد وفاة السلطان مراد الثالث، عام 1603م، وظل في الحكم، إلي العام 1617م، عُني ببناء المساجد، ودور العِلم.  مدخل لتاريخ العمارة العربية الإسلامية وتطورها ص 162 دار الجاحظ، بالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام بغداد مارس 1980 م. وسالم: سابق ص 105.
  (93) أحب الموسيقي، في صباه، حتى أتقنها، وأتقن معها فن التطعيم بالصدف، وبلغ فيه درجة عالية من المهارة، مما كان له أثر واضح، في رقة أعماله، وجمالها، وتناسقها. 
  (94) يوسف: سابق ص 163.
  (95) سالم: سابق ص 109. 
 (96) نفسه ص 108.
  (97) يوسف: سابق ص 164. وسالم: سابق ص 104. 
 (98) سالم: سابق ص 105. 
 (99)   نفسه ص 105. 
  (100)الموسوعة العربية العالمية حرف العين باب العمائر في الطراز العثماني. ومانتران: سابق ص 388. وسالم: سابق: ص 107. 
  (101)سالم: نفسه ص 107.
  (102 )مانتران: سابق ص 388.
  (103)سالم: سابق ص 107.
  (104)الموسوعة العربية العالمية حرف الميم مسجد السلطان أحمد. وسالم: سابق ص 107. 
  (105)الموسوعة العربية العالمية سابق حرف الميم.
   (106)سالم: سابق ص 107. 
 (107)نفسه ص 108. 
  (108)نفسه ص 108. 
  (109  )نفسه ص 109.
 (110)مانتران: سابق ص 377. 
  (111)الموسوعة العربية العالمية حرف الميم مسجد أيا صوفيا.
 (112)مانتران: سابق ص 378. 
  (113)محمد الفاتح، أو محمد الثاني، وهو السلطان العثماني السابع، من سلسلة آل عثمان، يُلقّب بالفاتح، كونه فتح القسطنطينية، كما يُلقّب بأبي الخيرات.. ولد عام 833ه / 1432م، تولى السلطنة عام 855ه، وظل يحكم قرابة ال 30 سنة.. (للمزيد عن حياته وانجازاته، أنظر / الصلابي، د. علي محمد: فاتح القسطنطينية وعوامل النهوض في عصره دار الإيمان للنشر والتوزيع الإسكندرية 2001 م). 
 (114)يوسف: سابق ص 157. 
  (115)نفسه ص 158. 
    (11)نفسه ص 158.
  (117)جاويش، سليمان بن خليل بن بطرس: التحفة السنية في تاريخ القسطنطينية الجزء الأول ص 31 المكتبة العمومية بيروت 1887م. 
 (118)جدير بالإشارة، أن مسجد أيا صوفيا، كان قد تحوّل، مع بداية عهد مصطفي كمال،
 مؤسس تركيا الحديثة، إلي متحف، يتضمن الكثير من الآثار الإسلامية والمسيحية معا، في حوار صامت بين أصحاب الديانتين السماويتين، كان هذا التحوّل تحديدًا عام 1935م.
 (119)يوسف: سابق ص 159. 
 (120)نفسه ص 159. 
 (121)نفسه ص 159. وسالم: سابق ص 226. ومانتران: سابق ص 378. 
 (122)مانتران: سابق: ص 378.
 (123)مؤنس: المساجد سابق ص 89. ومانتران: سابق ص 378.
 (124)مؤنس: سابق ص 90.
  (125)مانتران: سابق ص 381. 
 (126)مؤنس: المساجد سابق ص 91. والحافظ، محمد حيان: الجوامع التركية نجوم آل عثمان التي لم تأفل مجلة المعرفة العدد 90 ص 72 شهرية تصدر في الرياض. 
 (127)مانتران: سابق ص 380. 
 (128)عكاشة: سابق ص 162. 
 (129)الحافظ: سابق ص 91.
 (130)نفسه ص 92.
  (131)هو بايزيد الثاني، ابن محمد الفاتح، تقلّد الحُكم، بعد وفاة أبيه.. ولإقامة أول صلاة في مسجد بايزيد الثاني، حكاية طريفة، مفادها: أن المؤذّن عندما نادي للصلاة، تحيّر المُصلّين، فيمن يكون إماما لهم، فاقترح أحدهم أن يكون الإمام، ممن لم تفته صلاة طوال
 حياته، وكان ذلك من نصيب السلطان بايزيد، الذي كان الوحيد بينهم، لم تفته صلاة طوال حياته.. وما يُذكر عن بايزيد الثاني، الذي كان كثير الغزوات، والجهاد في سبيل الله، أنه كان يحرص علي جمع الغُبار، الذي يعلق بملابسه، أثناء فترات غزوه، وجهاده، ويضعه في قارورة.. وفي إحدى المرات، وأثناء قيامة بجمع الغبار، لوضعه في القارورة، قالت له زوجته (كولبهار): لما تفعل هذا يا مولاي؟ وما فائدة هذا الغبار، الذي تجمعه؟! قال: أنني سأوصي يا كولبهار، بعمل طابوقة، من هذا الغبار، وأن توضع تحت رأسي، في قبري، عند وفاتي. ألا تعلمين يا كولبهار، أن الله يصون من النار، يوم القيامة، جسد من جاهد في سبيله.. وبالفعل نُفِّذت الوصية، حيث جُمع الغُبار، وعُمل منه طابوقة، وضعت تحت رأس السلطان الورع، عندما توفي سنة 918ه / 1512م.. وإلي جانب جهاده، وغزواته، يشهد التاريخ للسلطان بايزيد، إنه كان يُعني بإقامة العمائر والمنشآت التعليمية والدينية، فرُصد له 651 مُنشأة في أسيا، وأوروبا، أمر بإقامتها ما بين عامي 886 ه / 1481م، و918ه /1512م، منها 248مسجدًا، و45 مدرسةومكتبة، و73 مُنشأة للكُتّاب، و26 زاوية وتكية وخانقاه، و3 أسواق كبرى، 54 قروان سراي (فندق للمسافرين)، و84 حماما، و16 سبيلاً، و8 جسور، و7 قلاع، ودار لصناعة البارود (بارود خانة)، ودار لسك العملة (ضرب خانة)، ومن هذه المُنشآت مجتمعه، ما يزال 229 مُنشأة قائمة إلي الآن.
 (132)مؤنس: المساجد سابق ص 91. ومانتران: سابق ص 379. 
  (133)يوسف: سابق 161.
 (134)موقع إسلام أون لاين سابق.
 (135)عكاشة: سابق ص 122.
 (136)  مؤنس: المساجد سابق ص 91.
   (138)نفسه ص 124.
   (139)نفسه ص 124.
  (140)مؤنس: المساجد سابق ص 92.
  (141)موقع إسلام أون لاين سابق.
  (142)عكاشة: سابق ص 124.
  (143)نفسه ص 124. 
  (14) نفسه ص 124.
   (145)نفسه ص 124.
  ( 146  مانتران: سابق ص 282. 
 (147)نفسه ص 283.
 (148)نفسه ص 382.
  (149)عكاشة: سابق ص 118.
 (150)مانتران: سابق ص 382. 
 (151)نفسه ص 383
محمد العابد
محمد العابد
صاحب الموقع
صاحب الموقع

التعارف : آحلي منتدي
الجنسيه : مصر
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 5711
تاريخ التسجيل : 19/09/2016
العمر : 70
الموقع : http://sanko.alhamuntada.com/forum

http://sanko.alhamuntada.com/forum

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى