Dr.Eman Elabed
اهلا وسهلا زائرنا الكريم
كم يسعدنا ويشرفنا تواجدك معنا
أخ /ت عزيز /ه علينا نتعلم منكم
نستفيد ونفيد معا من خلال ابدعاتكم
نرتقي معا بكل معلومه صادقه ونافعه
في الدين والدنيا يسعدنا جدا مشاركتم معنا
تحت شعارنا الاحترام المتبادل وحق كل الاعضاء
في حريه التعبير دون المساس بمشاعر الاخرين
ومنتداكم لا يقبل بالخوض في السياسه او الاساءه
واحترام عقيده الاخر

Dr.Eman Elabed




انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

Dr.Eman Elabed
اهلا وسهلا زائرنا الكريم
كم يسعدنا ويشرفنا تواجدك معنا
أخ /ت عزيز /ه علينا نتعلم منكم
نستفيد ونفيد معا من خلال ابدعاتكم
نرتقي معا بكل معلومه صادقه ونافعه
في الدين والدنيا يسعدنا جدا مشاركتم معنا
تحت شعارنا الاحترام المتبادل وحق كل الاعضاء
في حريه التعبير دون المساس بمشاعر الاخرين
ومنتداكم لا يقبل بالخوض في السياسه او الاساءه
واحترام عقيده الاخر

Dr.Eman Elabed


Dr.Eman Elabed
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» سالنامه ولايه بيروت العثمانيه 6 اجزاء
مولد النبي - صلى الله عليه وسلم  المولد والبيئة والنشأة والعناية الإلهية قبل البعثة Emptyالثلاثاء مايو 14, 2024 6:34 pm من طرف majdeline elters

» شمــس المعـــارف 4 أجزاء للتحميل احمد بن علي البوني
مولد النبي - صلى الله عليه وسلم  المولد والبيئة والنشأة والعناية الإلهية قبل البعثة Emptyالسبت مايو 11, 2024 4:17 pm من طرف Sami77

» سحر هاروت وماروت للطوخى-كامل
مولد النبي - صلى الله عليه وسلم  المولد والبيئة والنشأة والعناية الإلهية قبل البعثة Emptyالجمعة مايو 03, 2024 11:21 pm من طرف Fir_man

» الآثار المصرية فى العصر المتاخر الآثار الجنائزية حسن نصر الدين1
مولد النبي - صلى الله عليه وسلم  المولد والبيئة والنشأة والعناية الإلهية قبل البعثة Emptyالثلاثاء أبريل 30, 2024 7:27 pm من طرف روان جمال

»  الفنون الاسلامية د سعاد ماهر محمد
مولد النبي - صلى الله عليه وسلم  المولد والبيئة والنشأة والعناية الإلهية قبل البعثة Emptyالأربعاء أبريل 03, 2024 5:32 pm من طرف Mohamed

» سكان ليبيا القسم الخاص بطرابلس الغرب وفزان تأليف هنريكو دي أغسطيني
مولد النبي - صلى الله عليه وسلم  المولد والبيئة والنشأة والعناية الإلهية قبل البعثة Emptyالسبت مارس 30, 2024 5:00 am من طرف Albide

» تحميل العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية جزئين
مولد النبي - صلى الله عليه وسلم  المولد والبيئة والنشأة والعناية الإلهية قبل البعثة Emptyالسبت مارس 23, 2024 4:47 pm من طرف Abdul Wahab

» سالنامة ولاية طرابلس الغرب المجلة الرسمية لولاية طرابلس الغرب في العهد العثماني8 أجزاء
مولد النبي - صلى الله عليه وسلم  المولد والبيئة والنشأة والعناية الإلهية قبل البعثة Emptyالجمعة مارس 22, 2024 6:49 am من طرف اشرف

» القاشاني صناعه الخزف احمد المفتي
مولد النبي - صلى الله عليه وسلم  المولد والبيئة والنشأة والعناية الإلهية قبل البعثة Emptyالإثنين مارس 18, 2024 8:23 pm من طرف Mahmoudomran

مايو 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
  12345
6789101112
13141516171819
20212223242526
2728293031  

اليومية اليومية


مولد النبي - صلى الله عليه وسلم المولد والبيئة والنشأة والعناية الإلهية قبل البعثة

4 مشترك

اذهب الى الأسفل

مولد النبي - صلى الله عليه وسلم  المولد والبيئة والنشأة والعناية الإلهية قبل البعثة Empty مولد النبي - صلى الله عليه وسلم المولد والبيئة والنشأة والعناية الإلهية قبل البعثة

مُساهمة من طرف سمرمحمد محمود الجمعة مايو 24, 2019 10:12 am


مولد النبي - صلى الله عليه وسلم
المولد والبيئة والنشأة والعناية الإلهية قبل البعثة
في صبيحة يوم الاثنين التاسع من ربيع الأول، لأول عام من حادثة الفيل، الموافق للعشرين من أبريل من سنة 571 م [1] ولد نبي الرحمة والرسول الكريم وخاتم النبيين وأشرف المرسلين وأكرم الخلق: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي ابن غالب بن فهر.
وذكرت بعض الروايات أن أمه آمنة بنت وهب لم تجد في حملها ما تجده النساء عادة من ألم وضعف، بل كان حملا سهلا يسيرا مباركا، كما روي أنها سمعت هاتفا يهتف بها قائلاً:
"إنك قد حملت بسيد هذه الأمة، فإذا وقع على الأرض فقولي: إني أعيذه بالواحد من شر كل حاسد، وسميه محمدا"[2].
ولما وضعته أمه خرج معه نور أضاء ما بين المشرق والمغرب، حتى أضاءت منه قصور بصرى بأرض الشام وهو المولود بمكة[3].
بيئة النبي - صلى الله عليه وسلم - ونشأته:
وكانت الجزيرة العربية في ذلك الوقت قد انتشرت فيها عبادة الأصنام والأوثان، والإيمان بالخرافات والجهالات، كما انتشرت الأخلاف الوضيعة والعادات السيئة والتقاليد القبيحة مثل: الزنى، وشرب الخمر، والتجرؤ على القتل وسفك الدماء، وقتل الأبناء ووأد البنات - أي دفنهن حيات - خوفا من الفقر أو العار.
كما كان يسود التعصب القبلي الشديد الذي يدفع صاحبه إلى مناصرة أهل قبيلته بالحق أو البطل، والتفاخر بالأحساب والأنساب، والحرص على الشرف والمكانة والسمعة الذي كان كثيرا ما يفضي إلى حروب ومعارك بين القبائل تستمر سنوات طويلات، وتسفك فيها الدماء رخيصة، على الرغم من تفاهة الأسباب التي اشتعلت بسببها تلك الحروب.
ورغم نشأة النبي الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - في هذه الأجواء الجاهلية إلا أنه منذ صغره لم يتلوث بأي من هذه الوثنيات والعادات المنحرفة، ولم ينخرط مع أهل قبيلته في غيهم وظلمهم، بل حفظه الله من الوقوع في أن من ذلك منذ نعومة أظفاره.
وينتسب النص الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى أسرة عريقة ذات نسب عظيم عند العرب، فقد كان أجداده من أشراف العرب وأحسنهم سيرة.
وقد ولد - صلى الله عليه وسلم - يتيمًا فقيرًا، فقد توفي والده عبد الله أثناء حمل أمه آمنة بنت وهب فيه
وكان من عادة العرب أن يدفعوا أولادهم عند ولادتهم إلى مرضعات يعشن في البادية؛ لكي يبعدوهم عن الأمراض المنتشرة في الحواضر، ولتقوى أجسادهم، وليتقنوا لغة العرب الفصيحة في مهدهم[4].
ولذلك دفعت آمنة بنت وهب وليدها محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى مرضعة من بني سعد تسمى حليمة.
وقد رأت حليمة العجائب من بركة هذا الطفل المبارك محمد - صلى الله عليه وسلم - حيث زاد اللبن في صدرها، وزاد الكلأ في مراعي أغنامها، وزادت الأغنام سمنًا ولحمًا ولبنًا، وتبدلت حياة حليمة من جفاف وفقر ومشقة ومعاناة إلى خير وفير وبركة عجيبة، فعلمت أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - كونه ليس مثل كل الأطفال، بل هو طفل مبارك، واستيقنت أنه شخص سيكون له شأن كبير، فكانت حريصة كل الحرص عليه وعلى وجوده معها، وكانت شديدة المحبة له[5].
وعندما بلغ الذي الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - ست سنوات توفيت أمه، فعاش في رعاية جده عبد المطلب الذي أعطاه رعاية كبيرة، وكان يردد كثيرًا أن هذا الغلام سيكون له شأن عظيم، ثم توفي عبد المطلب عندما بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - ثماني سنوات، وعهد بكفالته إلى عمه أبي طالب الذي قام بحق ابن أخيه خير قيام.
العناية الإلهية قبل بعثته - صلى الله عليه وسلم -:
وفي صغره كان النبي الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - يعمل في رعي الأغنام[6]، ثم اتجه للعمل في التجارة حين شب، وأبدى مهارة كبيرة في العمل التجاري، وعرف عنه الصدق والأمانة وكرم الأخلاق وحسن السيرة والعقل الراجح والحكمة البالغة.
وكان نبي الرحمة محمد - صلى الله عليه وسلم - ينأى بنفسه عن كل خصال الجاهلية القبيحة، فكان لا يشرب الخمر، ولا يأكل من الذبائح التي تذبح للأصنام، ولم يكن يحضر أي عيد أو احتفال يقام للأوثان، بل كان معروفًا عنه كراهيته الشديدة لعبادة الأصنام وتعظيمها، حتى أنه كان لا يحب مجرد سماع الحلف باللات والعزى وهما صنمان مشهوران كان العرب يعظمونهما ويعبدونهما ويكثرون الحلف بهما[7].
ولم يكن نبي الرحمة محمد - صلى الله عليه وسلم - يشارك شباب قريش في حفلات السمر واللهو ومجالس الغناء والعزف والخمر، وكان يستنكر الزنى واللهو مع النساء[8].
وكان الرسول العظيم محمد - صلى الله عليه وسلم - يمتاز في قومه بالأخلاق الصالحة، حتى أنه كان أعظمهم مروءة، وأحسنهم خلقًا، وأكثرهم حلمًا.
فاشتهر عنه مساعدة المحتاجين، وإعانة المبتلين، وإكرام الضيوف، والإحسان إلى الجيران، والوفاء بالعهد، وعفة اللسان، وكان قمة في الأمانة والصدق حتى عرف بين قومه بـ "الصادق الأمين"[9]
المصدر
الرحيق المختوم للمباركفوري ص 71.
[2] السيرة النبوية في ضوء القرآن والسنة لمحمد أبي شهبة

[3] السيرة النبوية الصحيحة لأكرم ضياء العمري (1 /1.1).
[4] الرحيق المختوم للمباركفوري ص27.
[5] السيرة النبوية لابن هشام سالم (1/162).
[6] صحيح البخاري حديث (2262).
[7] سيرة ابن هشام (1/128).
[8] تاريخ الأمم والملوك للطبري (2/279).
[9] الرحيق المختوم للمباركفوري ص81.
محبة النبي دوافع ومقتضيات
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين،

أما بعد:
 
فقد أرسل الله - عز وجل - الرسل لهداية الناس وإرشادهم إلى ربهم، وليخرجهم من الظلمات إلى النور، حتى كان آخرهم نبينا محمد - صلى الله عليه وآله وسلم -، فهو الرحمة المهداة، وحجة على العباد أجمعين، أرسله الله - عز وجل - على حين فترة من الرسل، وانطماس من السبل، فهدى الله به إلى أقوم الطرق، وأوضح السبل
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}
حقاً هو رحمة - صلى الله عليه وآله وسلم - فقد بلغ من رحمته بأمته أنه بعد أن أوحى إليه ربه
{يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ}
2 قام إلى قومه يدعوهم إلى الله - تبارك وتعالى -، وينذرهم، فلم يزل - صلى الله عليه وسلم - قائماً بأمر ربه ومولاه لا يرده عن ذلك راد، داعياً إلى الله لا يصده عنه صاد، يبلغ دين الله ورسالته لا يخشى فيه لومة لائم، أوذي في الله أبلغ الأذى في نفسه، وماله، وأهله، وأصحابه،كذبه قومه، وعابوه، وسفهوا رأيه، وضللوه، وحاولوا قتله، وسجنه، أخرجوه من بلده طريداً سليباً، ثم قاتلوه وحاربوه فكسروا رباعيته، وشجوا رأسه، وأدموا وجهه؛
فكان من رحمته أن قال لمَلَكِ الجبال حين قال له:
((يا محمد: إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين؟
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئاً))
3، فتحمل في سبيل تبليغ دين الله،

وهداية عباد الله؛
صنوف المشاق، وألوان الأذى.
لهذا كله كان من أهم حقوقه - صلى الله عليه وآله وسلم - على الناس حبه - صلى الله عليه وآله وسلم - محبة قلبية صادقة، فهو الذي أنقذنا الله به من النار، وهدانا به من الضلالة، فمحبته - صلى الله عليه وسلم - علامة على الإيمان فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه -

قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:
((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من

والده، وولده، والناس أجمعين))
4فلا إيمان لمن لا يحب الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم 
وواجب على كل مؤمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحب النبي - صلى الله عليه وسلم - محبة يتجلى فيها إيثار النبي - صلى الله عليه وسلم - على كل محبوب من نفس، ووالد، وولد، والناس أجمعين، وأن يمتثل هذا الحديث، ويجعله نبراس حياته، فمحبته - صلى الله عليه وسلم - من أعظم واجبات الدين، وهي فرع من محبة الله - تعالى -، وتابعة لها.

وإن لمحبة الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -

أسباب، وعلامات، ومقتضيات نتكلم عنها في الآتي:
 
أولاً: أسباب ودوافع محبة الرسول -

صلى الله عليه وآله وسلم -:

لمحبة الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -
أسباب عدة منها:
1. أن محبته - صلى الله عليه وآله وسلم - من علامات الإيمان وسبب من أسباب حلاوته فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه -: عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
((ثلاث من كنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار))
2. هل جزاء الإحسان إلا الإحسان، فالرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - هو الذي أنقذ الله به الأمة من النار، وأخرجهم من الظلمات إلى النور، فلا يقابل هذا إلا بالحب، ولا يقابل بغيره، وهنا نتذكر نعمة الله - عز وجل - علينا أن الهداية التي أرادها الله - عز وجل -لم تأت للأمة إلا عن طريقه - صلى الله عليه وآله وسلم -.
3. أن الله بعثه لاستصلاح أحوال الناس وأوضاعهم، ونقلهم إلى أكمل كل شيء، ولو تأملنا ما جاء به النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - من الحفاظ على الدماء والأموال؛ دون النظر إلى جنة أو نار؛ لكان اتباعه فلاح في الدنيا والآخرة، وسبب لسعادة البشرية أجمع، ولهذا نحب هذا النبي -
صلى الله عليه وآله وسلم -.
فهذه هي أهم الأسباب التي تدفع المسلم لحب الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -، وتحمِّل كل إنسان ذا عقل ولب على المحبة الخالصة للرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -، الحب الذي يقدَّمه به على النفس، والمال، والولد، والناس أجمعين، وهذا الحب هو الذي يجعل المسلم كامل الإيمان كما قال - صلى الله عليه وسلم -:
((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده
وولده والناس أجمعين))
وهو ليس كلمة تقال، ولا شعار يعلق، بل هو نبراس حياة، وقول يتبعه عمل، ولهذا فإن لهذا الحب مقتضيات منها:

1. تحقيق الشهادة له - صلى الله عليه وآله وسلم - فهي الجزء الثاني من الركن الأول من أركان الإسلام،
وهذا يقتضي أمرين هما:
2 الشهادة له - صلى الله عليه وآله وسلم - بالرسالة، وأنه الرسول من الله - عز وجل - للناس أجمعين.
3 طاعته فيما أمر، واجتناب كل ما نهى عنه وزجر، وتصديقه في كل ما أخبر به، وعبادة الله - عز وجل -

وفق ما شرع - صلى الله عليه وآله وسلم -:


{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ
لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }.
حب النبي - صلى الله عليه وسلم - الحقيقي يعني اتباعه - صلى الله عليه وآله وسلم - دون غلو، أو ابتداع،
أو تنطع قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
((هلك المتنطعون قالها ثلاثاً)) .
. الاقتداء به - صلى الله عليه وآله وسلم - ظاهراً
وباطناً في الأعمال والأقوال والاعتقاد:

{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} ،
وهذا الاقتداء من لوازم محبته

صلى الله عليه وآله وسلم - وعلاماته.

. السمع بلا تردد، والطاعة بلا انحراف للتوجيهات والأوامر التي جاءتنا منه - صلى الله عليه وآله وسلم -
{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا}
حب النبي - صلى الله عليه وسلم - بلا غلو أو إطراء زائد عن ما جاء به النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فعن عمر - رضي الله عنه - قال: سمعت النبي -
صلى الله عليه وسلم - يقول:
((لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده فقولوا عبد الله ورسوله)) .
 
 تحكيم الشريعة التي جاء بها في كل شيء في الحياة
{وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ


و
{وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ


و
{وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}


، وهذا من أعظم لوازم محبته - صلى الله عليه وآله وسلم -، فلا يقدم قول أحد ولا رأيه، ولا اجتهاده ولا نظره، ولا حكمه؛ على قول النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
وحكمه يقول الله - تبارك وتعالى - في هذا:
{فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً} .
 
 وجوب الولاء لله ورسوله والمؤمنين، والبراءة من الشرك والمشركين، وهو من لوازم المحبة،

وعملاً بقول الله - عز وجل -:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى

أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم

مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}
وغيرها من الآيات.

حبه - صلى الله عليه وآله وسلم - حباً يفوق حب النفس والأبناء، بلا غلو ولا إطراء
((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده، وولده، والناس أجمعين))
، و
((لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده فقولوا عبد الله ورسوله)) .
الصلاة والسلام عليه - صلى الله عليه وسلم -، فمن لوازم محبته - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الصلاة والسلام عليه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وهذا الأمر العظيم قد جاء تفصيله في الشرع الحنيف، بالصيغ الشرعية الواردة في الأحاديث الصحيحة، فالصلاة والسلام على رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قربة، وذكر، ونافلة، وعبادة
من أعظم العبادات وأجلِّها.

عدم أذيته - صلى الله عليه وسلم -، إذ مما يجب أن يُعلم أن من لوازم محبته - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عدم أذيته، فأي قول فيه نوع من التحقير أو التقليل للنبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أو الحط من قيمته، أو الأذية له، أو لسنته؛ فإنه من عمل المنافقين، وهذا النفاق هو نفاق أكبر - نسأل الله العفو والعافية -، وما من قلب ينعقد على شيء من بغض النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أو كراهيته، ويكون صاحبه مؤمناً قط، فإن من آذاه في زوجاته أو في صحابته فكأنما آذاه في نفسه وشخصه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وهذا مما هو معلوم من جميع المسلمين - ولله الحمد -،

وإنما أحببنا أن ننبه فيه لأهميته.
ثمار محبة النبي -
صلى الله عليه وآله وسلم -:
ولمحبة الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - ثمار كثيرة يجنيها العبد في حياته فبل مماته، وتظهر هذه الثمار يانعة ناضجة في حياة العبد،

فمن ثمار محبة الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -:
1. الحياة الطيبة
{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}
 ولا حياة طيبة بغير حب الرسول - صلى الله عليه

وآله وسلم وأتباعه.
2. قوة الإيمان، فكلما ازداد حب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في القلب ازداد إيمان العبد، وقد تقدم حديث النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - الذي يحدد فيه أنه لا يكمل إيمان العبد حتى يحبه - صلى الله عليه وآله وسلم -.
3. صلاح قلب العبد، فإن الإنسان إذا صلح قلبه بمحبة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - تأثر بذلك، فإذا وقرت المحبة في القلب صلح صلاحاً كاملاً، فعن النعمان بن بشير - رضي الله عنه -

قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
((الحلال بين والحرام بين ...إلى أن قال: ألا

وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله،

وإذا فسدت فسد الجسد كله؛ ألا وهي القلب))
 ولن يصلح بغير محبة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، وإذا صلح القلب صلحت جوارح العبد، فإذا تحقق الحب الحقيقي في القلب تأثرت الجوارح

لأن المحب لمن يحب مطيع.
4. العمل بسنة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وهديه، والتأسي به في كل شيء صغير وكبير، فمن سكنت محبة الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - قلبه؛ اتبعه في كل أموره وفق سنته وهديه - صلى الله عليه وآله وسلم
5. الاستجابة لله وللرسول - صلى الله عليه وسلم - وكل ما جاء عنه، وهذا من أهم الثمار التي يجنيها العبد من حبه للرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -.
6. مجاهدة النفس في تطبيق سنة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، والسعي لتطبيقها في الحياة، وجعلها شعاره في حياته كلها.
7. الدعوة للدين الذي جاء به - صلى الله عليه وآله وسلم -، ونشره بين الناس، وبيانه للأمة.
8. تقديم محبته على كل ما سواه من المحبوبات التي في حياة الفرد، وهنا يتحقق قول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده، وولده، والناس أجمعين))
 وهذا من أقوى علامات الإيمان به - صلى الله عليه وآله وسلم - التي تظهر على العبد.
9. الاستقامة والثبات على دينه، وهذا من لوازم المحبة، إذ كيف يعقل أن يحب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، وهو لا يعمل بدينه، أو يناقضه بقول، أو فعل، أو اعتقاد.

فهذه بعض ثمار محبة الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - التي يجنيها العبد في حياته، وما أجمل هذه الثمار، وما أطيبها.
نسأل الله - عز وجل - أن يهدينا إلى كل خير إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، والحمد لله رب العالمين.
 

1 سورة الأنبياء (107).

2 سورة المدثر (1-2).
3 البخاري (3231).

4 البخاري (15).

5 البخاري (16).

6 البخاري (15).
7 سورة آل عمران (31).
8 مسلم (6955).
9 سورة الأحزاب (21).

10 سورة الأحزاب (36).
11 البخاري (3445).

12 سورة المائدة (44-47).

13 سورة النساء (65).

14 سورة المائدة (51).

15 البخاري (15).

16 البخاري (3445).

17 سورة النحل (97).
18 البخاري (52)، ومسلم (4178).

19 البخاري (15).
  
كمال أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أُسوة حسنة، ومثالاً يُحتذى به في كل شيء، فكانت أخلاقه مثالاً للفرد والجماعة، ودليلاً أكيدًا على نُبُوَّته صلى الله عليه وسلم؛ فقد استطاع بالمنهج الربَّاني الذي أُوحي إليه أن يبني أُمَّةً مِن لا شيء، وأن يُقيم حضارة استحال على الزمان أن يجود بمثلها، هذه الحضارة بُنِيَتْ دعائمها على الأخلاق؛

لذلك قال صلى الله عليه وسلم:

"إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ"(1).
ويكفي النبي محمد صلى الله عليه وسلم
شرفًا أن الله سبحانه وتعالى قد شهد
له بعظمة الأخلاق، فقال تعالى:
{وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}
[القلم: 4].

وهذه الشهادة الكبرى من الله عز وجل في حقِّ نَبِيِّه صلى الله عليه وسلم - دليلٌ على أن أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم كانت عظيمة منذ خلقه الله سبحانه وتعالى؛ ولذلك اشتهر بين قومه بـ"الصادق الأمين"، ولم يجرؤ أحد منهم على وصفه بالكذب أو الخيانة، بل افتروا وسائل أخرى لصدِّ الناس عنه؛ كالجنون والسحر وغير ذلك..
ولم يكن وصف الله تعالى لنبيِّه صلى الله عليه وسلم بعظمة الأخلاق وصفًا لحاله صلى الله عليه وسلم فقط، بل إشارة منه سبحانه وتعالى إلى أن الأخلاق الحسنة لا تجامع الجنون أو السحر أو غير ذلك مما افتروه على النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه كلمَّا كان الإنسان أحسن خُلُقًا، كان أبعد ما يكون عن الجنون(2). 
ولقد انبهر الكثيرون -أعداؤه قبل أصحابه- بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم، فكانت سببًا في إسلام بعضهم، فلننظر إلى ملك عُمَان المعاصر لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الجُلَنْدى(3)؛

الذي انبهر بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال: "والله لقد دلَّني على هذا النبيِّ الأُمِّيِّ أنه لا يأْمُرُ بخير إلاَّ كان أوَّل آخذ به، ولا يَنْهَى عن شيء إلاَّ كان أوَّل تارك له، وأنه يَغْلب فلا يبطر، ويُغلب فلا يضجر، ويفي بالعهد، وينجز الموعود، وأشهد أنه نبي"(4).


ومن عظمة أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنها متكاملة ومتكافئة؛ بحيث لا يطغى جانب على جانب آخر من أخلاقه صلى الله عليه وسلم، فكان صبره صلى الله عليه وسلم مثل شجاعته، وأمانته مثل كرمه، وصدقه مثل حلمه.. وهكذا لا نجد له صلى الله عليه وسلم خُلُقًا في موضعه من الحياة يزيد وينقص على خُلُق آخر في موضعه، وهذا التكافؤ الخُلُقِيّ لم تعرفه الحياة الواقعية لإنسان غير محمد صلى الله عليه وسلم(5)؛ لذلك قال الشاعر الألماني جوته: "بحثتُ في التاريخ عن مَثَلٍ أعلى لهذا الإنسان، فوجدته في النبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم"(6).
 
وكان القرآن الكريم هو المنبع الرئيسي الذي استمدَّ منه رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أخلاقه، فأضفى على كماله الخُلُقي كمالاً، وعلى جميل أدبه جمالاً، وذلك بتوجيهه لكل خير، وإرشاده لكل معروف، حتى أصبح صلى الله عليه وسلم كأنه قرآن يمشي على الأرض في أفعاله وأقواله؛ لذلك قالت أُمُّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها -عندما سألها سعد بن هشام بن عامر رضي الله عنه عن خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم-: ألستَ تقرأ القرآن؟ قلتُ: بلى. قالت: فإنَّ خُلق نبيِّ الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن(7). وفي رواية أخرى قالت عائشة رضي الله عنها: "كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن. ثم قالت:
تقرأ سورة المؤمنين اقرأ:
{قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُونَ}

[المؤمنون: 1].
حتى بلغ العشر، فقالت: هكذا كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم"
فما أدقّ وصف أُمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها لأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم!
 
كما كانت رؤية النبي محمد صلى الله عليه وسلم لطبيعة الإسلام رؤية مبنيَّة على مكارم الأخلاق، وهذا ما فهمه العرب منذ بداية دعوته صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام، فعندما عرض محمد صلى الله عليه وسلم نفسه -مثلاً- على وفد بني شيبان بن ثعلبة -وكان في القوم مفروق بن عمرو، والمثنى بن حارثة، وهانئ بن قبيصة، والنعمان بن شَرِيك- فتلا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
قول الله تعالى:
{قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ مِنْ إِمْلاَقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُوا الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [الأنعام: 151]،

فقال مفروق: ما هذا من كلام أهل الأرض، ولو كان من كلامهم لعرفناه. فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله سبحانه وتعالى:
{إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}

[النحل: 90]،
فقال مفروق: دعوتَ والله يا قرشي إلى مكارم الأخلاق، ومحاسن الأفعال، ولقد أُفِكَ(9) قومٌ كذبوك وظاهروا عليك(10).
ولقد ظهر تعظيمه صلى الله عليه وسلم للأخلاق في كثير من كلماته وأحاديثه، فها هو رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم يقول معلِّمًا لأصحابه:
"إِنَّ مِنْ أَكْمَلِ المُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا، وَأَلْطَفُهُمْ بِأَهْلِهِ"(11).
 
ولم تكن هذه الأخلاق مقصورة على قوم دون آخرين أو طائفة دون طائفة، بل ظهرت واضحة جليّة في كل تعاملاته؛ فقد كان كثير المخالطة لأصحابه، لم يعتزل عنهم أبدًا، كان يُجالس الفقراء، ويرحم المساكين، وتسير به الأَمَة في شوارع المدينة أينما شاءت، وكان يعود المرضى، ويشهد الجنائز، ويزور أصحابه في بيوتهم، ويزورونه في بيته، وهو في كل ذلك دائم الابتسامة، منبسط الأسارير، متهلِّل الوجه، وكان رحيمًا بأُمَّته تمام الرحمة، ما خُيِّر بين أمرين إلاَّ اختار أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعدَ الناس عنه، وكان كثير العفو حتى عَمَّن ظلمه وبالغ في ظلمه.

كما كانت أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم عظيمة في بيته، وفي تعامله مع غير المسلمين في مجتمعه، بل وتميز -أيضًا- صلى الله عليه وسلم بمعامله أعدائه ومبغضيه بكل رفق وأناة،



وقد شهد بحسن خلقه أبو سفيان قبل أن يُسلم

وهو زعيم المشركين، فقال عند إسلامه:
"والله إنك لكريم، ولقد حاربتك فنعم محاربي كنت، ثم سالمتك فنعم المسالم أنت، فجزاك الله خيرًا"(12).
وبعدُ، فإننا لن نستطيع أن نستقصي أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم في صفحات قليلة، فقد كانت أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم محطَّ إعجاب كثير من المسلمين وغير المسلمين، فها هو ذا المستشرق البريطاني وليم موير(13) (1819-1905م)، يصف حياته صلى الله عليه وسلم قائلاً:

"كانت السهولة صورة من حياته كلها، وكان الذوق والأدب من أظهر صفاته في معاملته لأقلِّ تابعيه؛ فالتواضع، والشفقة، والصبر، والإيثار، والجُود صفات ملازمة لشخصه، وجالبة لمحبَّة جميع مَنْ حوله، فلم يُعرَف عنه أنه رفض دعوة أقلِّ الناس شأنًا، ولا هديةً مهما صغرت، وما كان يتعالى ويبرز في مجلسه، ولا شعر أحد عنده أنه لا يختصُّه بإقبال وإن كان حقيرًا، وكان إذا لقي مَنْ يفرح بنجاحٍ أصابه أمسك يده وشاركه سروره، وكان مع المصاب والحزين شريكًا شديدَ العطف، حَسَنَ المواساة، وكان في أوقات العسر يقتسم قُوتَهُ مع الناس، وهو دائم الاشتغال والتفكير في راحةِ مَنْ حوله وهناءتهم"(14).

هذا هو رسولنا صلى الله عليه وسلم الذي نفخر به، وتفخر معنا البشريَّة كلها؛ فقد كان حقًّا خُلُقه القرآن.
المصدر:
كتاب (أسوة للعالمين) للدكتور راغب السرجاني.

(1) الحاكم عن أبي هريرة (4221)، وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي، والبيهقي في سننه الكبرى (20571)، وقال الألباني: صحيح. انظر: السلسلة الصحيحة (45).

(2) انظر: شهاب الدين الألوسي: روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني 29/25. بتصرف.

(3) الجُلَنْدَى: مَلِكُ عُمان بعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص يدعوه إلى الإسلام. انظر: ابن حجر العسقلاني: الإصابة 1/538 ترجمة رقم (1298).

(4) القاضي عياض: الشفا 1/248.

(5) محمد الصادق عرجون: محمد رسول الله 1/211، 212.

(6) زيجريد هونكه: شمس العرب تسطع على الغرب ص465.

(7) مسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب جامع صلاة الليل... (746)، وأبو داود (1342)، والنسائي (1601)، وأحمد (24645).

( الحاكم (3481) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.

(9) أُفِكَ قوم كَذَّبوك: أي صُرِفوا عن الحق ومُنعوا منه. انظر: ابن الأثير: النهاية في غريب الحديث والأثر 1/136، وابن منظور: لسان العرب، مادَّة أفك 10/390.

(10) انظر: البيهقي: دلائل النبوة (695)، وابن الأثير: أسد الغابة 5/264، وأبو نعيم الأصبهاني: معرفة الصحابة 5/2642، وابن كثير: السيرة النبوية 2/167، والسهيلي: الروض الأنف 4/37، وابن سيد الناس: عيون الأثر 1/202، 203.

(11) الترمذي عن عائشة رضي الله عنها (2612)، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح. وأحمد (24250، 24721)، وقال شعيب الأرناءوط: حديث صحيح لغيره.

(12) أبو نعيم الأصبهاني: معرفة الصحابة 3/1509.

(13) السير وليم موير William Muir)): مؤرِّخ ومستشرق إنجليزي، وكان يبحث في الإسلام ويدرس أخلاق نبي الإسلام منذ بداية وجوده في الهند عام 1837م، ودرس الحقوق في جامعتي أدنبره وجلاسجو، ووصل إلى منصب رئيس جامعة أدنبره، وتُوُفِّيَ عام 1905م.

(14) انظر: وليم موير: حياة محمد نقلاً عن سعيد حوى: الرسول ص147
سمرمحمد محمود
سمرمحمد محمود
مشرفه
مشرفه

التعارف : صديقه
الجنسيه : قطر
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 199
تاريخ التسجيل : 10/07/2017

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مولد النبي - صلى الله عليه وسلم  المولد والبيئة والنشأة والعناية الإلهية قبل البعثة Empty رد: مولد النبي - صلى الله عليه وسلم المولد والبيئة والنشأة والعناية الإلهية قبل البعثة

مُساهمة من طرف عبودافندي الثلاثاء أكتوبر 29, 2019 3:56 pm


صلى الله عليه وسلم
بارك الله فيك على الموضوع القيم والمميز
 وفي انتظار جديدك
 الأروع والمميز
 لك مني أجمل التحيات
وكل التوفيق لك
عبودافندي
عبودافندي
المراقب العام
المراقب العام

التعارف : الفيس بوك
الجنسيه : قطر
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 162
تاريخ التسجيل : 20/02/2019
العمر : 23

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مولد النبي - صلى الله عليه وسلم  المولد والبيئة والنشأة والعناية الإلهية قبل البعثة Empty رد: مولد النبي - صلى الله عليه وسلم المولد والبيئة والنشأة والعناية الإلهية قبل البعثة

مُساهمة من طرف أثرياسين الإثنين ديسمبر 14, 2020 8:49 am

دمتي مميزه تقدمي كل جديد ومفيد
جهودك مميزة وعظيمة
تقبلي مرورى وتقديرى
 بارك الله في حضرتك
أثرياسين
أثرياسين
صاحب الموقع
صاحب الموقع

التعارف : آحلي منتدي
الجنسيه : مصر
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 975
تاريخ التسجيل : 22/10/2018

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مولد النبي - صلى الله عليه وسلم  المولد والبيئة والنشأة والعناية الإلهية قبل البعثة Empty رد: مولد النبي - صلى الله عليه وسلم المولد والبيئة والنشأة والعناية الإلهية قبل البعثة

مُساهمة من طرف الطير الاسير الجمعة أبريل 22, 2022 3:57 am

مأراوع ما اووجزتي من جهد
مشكور ه عليه دائما ما تجودبن
به من أمهات الكتب
مشكوره الجهد والله يوفقك
في الخير عظبم الشكر
للمهجودوننتظر المذيد
تصيغي لنا من الأبداع سطور

من نور
الطير الاسير
الطير الاسير
المراقب العام
المراقب العام

التعارف : صديقه
الجنسيه : سوريا
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 106
تاريخ التسجيل : 22/01/2021

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى